وأنا أمسك حبة العنب بإصبعين محاولا لمس شهوتها
أو تحريكها فى فضاء
يصلح للرقص
كنت أنوى ان ألقى بقبلة
فى ذات الوقت الذى كنت أحتاج فيه
أن أسرق الفرح الذى يختبئ فى العيون
كنت أمحو تاريخا
وأثبت عالما جديدا
يحتاج أن أوقد شمعتين فى حجرة
وأشعل النار فى جسدى بقطعة موسيقى من زمن الحلم الجميل
أفك ازرار الطبيعة كى تبدو لى عارية تماما
يصهل القمر
تنبجس من الجسد اثنتا عشرة شهوة
تكفى لإغراق صمتى فى بحيرة من عسل مصفى
أنتشى لوداعة الأشياء
ثم أطبع قبلة على شفتين
فتحترق شفتى من شدة الجمر
لهب الحقيقة يهتف بى تعال لتأكل من رغيف المحبة عسى ان تنال محبة الرب وأن تدخل فى حضرة الحب تصير عاشقا لكل ما هو جميل
أحاول أن أوقظ الليل ليسمع آهات الحياة وأضواء الشارع التى أيقظها الحنين
كان الجو ساكنا جدا
كروان يلقى التحية على جسدين فى شغف للحياة
وديك يصيح قرب الفجر يوقظ الحمى
لتخرج الأرض ما بداخلها
كنت متأرجحا بين صوت الرغبة وقوة العصف الذى يجتاجنى
أحك جسدى بجدار
مكتوب عليه
“كل شوق يسكن باللقاء لا يعول عليه”
أزداد عشقا للنهر الذى يغسلنى بماء الورد فأمحو تاريخى كله ولا أتذكر إلا لحظة العشق والثورة.
هى النشوة إذن
تفتح باب الوصول إلى حضرة الأسئلة
لا أجوبة هنا
لا مكان
لا تاريخ
لا عقل
هنا السؤال يزحف فوق جسد الضحية
يكتفى بإطلاق مائدة
ليأكل الجوعى والمنسيون والمهمشون وأهل الهوى الذين تركوا مضاجعهم ووقفوا عراة فى فضاء الوجد
لن تكتمل الصورة
إلا إذا احترقت تماما
صرت رمادا يكتب به العاشقون على جدران قلوبهم
حتى تكفر الطبيعة
بكل آليات السرد القديمة الحديثة
تكفر باللغة التى تقف عاجزة عن الوصف
تكفر بالشعر
وبكل الكتابات التى لا تؤمن بأن الحب فعل ثورى بامتياز
تكفر بقطعة موسيقى لا تحيل إلى الجنون
تكفر بكل شئ لا يقوى على الفرح