أقلعت عن عادات الطفولة/بقلم:محمد الخضر المحوري(اليمن)


أقلعت عن عادات الطفولة التي كنت أمارسها بكثرة إلا عادة الالتفات إلى الوراء وأنا أمشي. تلك العادة لا زلت أمارسها بشغف وعلى الدوام خصوصا حين يتعلق الأمر باحتلالك ما ورائي، قريبة أو بعيدة كنت، لا يهم، كما لا يهم أن أبعدني هذا السلوك عن صفة الرجل الراشد أو الناضج؛ لأنه لا أهمية لهذه الألقاب الضخمة بالنسبة لي حين تتسمر في وجهة سعيي شطرك، وإن كانت ذات شأن عند غيري، ولأكون دقيقا أكثر- سأقول-هي ليست بتلك الأولوية في نظري حين يتعلق الأمر بمفاضلة ما أو معادلة تحضرين فيها كطرف مقابل.
صدقيني أن قلت أنه لم يرتق في يوم من الأيام أي شيء-مهما كان قيما في حياتي- إلى منصة شرف الندية والمفاضلة لك.

تتربعين دوما على عرش التتويج ومنصة التفرد، فاردة جناحي سموك في أفقي المفتون بك، وكل الأشياء ذات الثمن في حضورك تصبح باهتة لا قيمة لها، يمكنني أن استغني عنها دون أن يرف لي جفن كما يمكنني القيام بهذا الأمر وأنا أهرش فودي رأسي غير مكترث بلا شك لما قد يترتب عليه.
هي عديمة النفع لأسباب لا حصر لها، ومن كومة تلك الأسباب يكفي أن استحضر سببا واحدا مقنعا وداحضا لأي فكرة مناقضة.
يكفي أن أوضح أن حضورك البهي يضفي قيمة لكل الموجودات، يدفعها لا أقول خطوات، لأن الأمر هنا-أعني في حضرتك-لا يقاس بما هو متعارف عليه في هذا العالم الضيق، ولست متأكدا من فهم الجميع لما أنا بصدد توضيحه أو حتى تقريبه على أقل تقدير، ولا أستثني أحدا بهذا الخصوص ألا شخصا نظر إلى الأمر من زاوية عاشق، وقف ولو مرة واحدة في حياته قريبا من معشوقه بمقدار ابتسامة عذبة، أو التفاتة فاتنة أو كلمة راقصة، شخص كهذا يمكنه حقا أن يكون ضليعا في علم المسافات الذي أعنيه.

في الأخير سيدتي أحب أن أوضح أن مختصر كلامي هذا، الآنف الذكر أعني، إضافة إلى كل قصائدي وخواطري وحروفي المبعثرة هنا وهناك كلها…كل ذلك يحاول أن يريك أنك بالنسبة لي كل شيء. وأن كل الأشياء بالنسبة لي أنت.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!