كلما تمر حرب أخرى
تجلس أمي على صخرة
ويقابلها أبي
وهم يمسكون المَبَارِد
ويّحكَّون أجْسادَنّا
حتى تسقط أخر شظية عالقة ..!
::
أصوات الجرذان تقضم
حصتنا التموينية ..
لذلك تخشى أمي دائماً
أن ترى في يدي ورقة وقلم
تخشى من الأقتباسات
ألا مسؤولية..التي من الممكن
أن تؤدي الى حصارنا أقتصادياً
::
كُلما تَدّرِكُ أُميّ
حَرب قادمة
تقول لي بأبتسامة وَجلة:
يا بُـني وجهكَ
يحتاج ُ الى حِلاقة ..؟!
فأذهبُ الى أبي
لأقص شعر البراءةِ الناعم
بشفرة النصيحة الحادة ..!
::
كانت أَمِيَ
تَخِيطَ بالماكنةِ
حتى تساعد أبي المُعاق
في حَملِ كاهل البيت سويا
كان أبي يجلس بجنبها
يُمازحها
حتى لا تَشعر بالتعب
كانت أَمِيَ
تُطرز على ثوب نساء القرية
نُجُومٌ وأقمارٌ
عندما كان أبي فَلَكُها..
عندما رحل والدي..
منذ وقتها وهي
تعملُ في شهرٍ واحد
شهر واحد فقط ..
شهر محرم الحرام
الطفولة
أدعاءٌ كاذب
نحن جيل متَعَجَّل
أول ليلة من الولادة
نتمرن
على البكاء
الليلة التي تليها
ندخل الحرب..