أيها الغزي من أية طينة جُبلت؟
من رمال البحر المغموسة بدماء الشهداء، وملح الجراح، من عجينة القمح الذي صودر عمدا من أفواه أطفالنا، فنسجناه درعا بقينا ظمأ الشهوة للثأر فكنا الثائرين الناقمين الساخطين، وركبنا جناح المغامرة، ومضينا إلى قدرنا المكتوب الذي كتبناه بأنفسنا، بعرقنا، وإقدامنا، ولم ننتظر تزويق الشعراء لنا، أو مبالغة الطامحين في تصويرنا ، بل سطرنا كل كلمة يمكن أن تقال عنا بدمنا، ولم ندع مجالا لكم كي تصفونا فتعجز أقلامكم، لكننا نقول لكم ببساطة: نحن من طينة الحقيقة التي لا تقبل المساومة، بل نحن الحقيقة التي سوف تُدرّس في كتب التاريخ عندما يكتبه الأحرار بإصرار العارف خبايانا والمتطلع على جراحنا ونوايانا، ليزرع وردة في قلب من يقرأنا ، وليكن نورا يضيء الطريق لمستقبل نظيف خال من ظلم المحتل، وغطرسة وطغيان المختل الدي يعرف الحقيقة ويحرفها، لكنه في النهاية سيعترف بنا ويندحر … إلى ذلك الوقت سنبقى نسطر مجدنا بدمائنا وأرواحنا ، ولن نكل أو نتقاعس حتى يشرق الصباح بعد ليلة ظلماء سنكون بدرها بأذن الله.