-١-
على بابِ بيتِنا
أصيصُ ورد
علَّقَتهُ أُمِّي
كُلَّما زارَنا ضيفٌ
أدخلَ معه ُ
بعضَ عِطر
وحين يخرُج
يصحبُهُ بعضُ عِطر
هل تُراها
من دون عِلمنا
تعقِدُ حِلفاً
مع الزهر
أُمِّي ؟
💕
-٢-
اسمعُها
وهيَ تأتي
من خلفي
تُوشوشُني ببعضِ
وصايا
وقُبلةٌ كانَت
على وشَكِ أن تخرُجَ
لكنَّها ابتلعَتها
في آخرِ لحظةٍ
خوفًا عليَّ
من الشَّطط
تِلكَ كانت
أُمِّي
💕
-٣-
حينَ يكونُ أوَّلُ
ما في الصَّباحِ
أن تُصغيَ لصوتِها
وهي تُسيِّجُكَ بالدُّعاء
صُفوفًا صُفوفًا
من أمامِك
وعلى جُنوبِك
ثم تَسقُطُ من فيضِ
حُبِّها الجَّارفِ
دمعتانِ
تُصلِّيانِ لك
بأن تكونَ خيرَ
من في الأقوامِ
والأكوانِ …
كيفَ وأنتَ تُصغي
لا تخِرُّ وتركعُ
لقلبِها المعجونِ بماءِ السَّماواتِ
وأمطارِ دفئِها
التي تُطهِّرُك
عن بِكرة الصُّبح
لتصيرَ بخفَّةِ الملائكة
ويا وجَعَك
حين يأتيكَ صوتُها
في رسالة
وتعجزُ عن أن تؤدِّيَ
صلاتَكَ
أمامَ نجمتي عينيها
وليسَ لكَ
أن تضَعَ قلبكَ
الخفَّاقِ في صدرِكَ
بين قدميها
أُمِّي ..
يا أُمِّي ..
💕
-٤-
أمامَ شُبَّاكِ قلبِها
الموجوعِ
جلسَتْ أُمِّي
تنتظر ..
لا يعوزُها الصَّبرُ في شيء
فهي أُمُّه
لا يؤرِّقُها القَّهرُ في شيء
فهي دَمُّه
لا يُحرِّقُ الدمعُ غُضونَ خَدَّيها
بل تضُمُّه
كُلُّ ما اجتمعَ حولها
لفَّتهُ أطرافُ الأُمومةِ
إلا القلبَ الذي
قد أمسى نافذةً
جلسَتْ أمامَها
وجعلتْ تنتظرْ
أُمِّي
💕