لم يعد للأمر أهمية
كلانا نعرف أن الأمور انتهت إلى غير رجعة، وكلانا نعرف أن المياه من المستحيل أن ترجع إلى مجاريها، على حبي لكِ الذي تعرفينه جيداً، وحبكِ لي الذي أعرفه جيداً، ثمة إهانات لا تُغتفر!
لهذا، هذا الرسالة ليست أكثر من كلام في صدري لم أشأ أن أبقيه حبيساً، ثم قلتُ لا ضير أن تقرئيه
صدقيني حين أقول لك أن عودتي إلى رحم أمي أسهل من عودتي إليك!
ولكني غير مصدق أن الأمور انتهت هنا
ثمة اسئلة لا تكف مد رأسها في خلواتي
فإن كان هذا آخر الطريق، فماذا عن حلمي بك “وهزي إليك”،
علامَ كل الأحلام التي لا تعرفين عنها شيئاً، تأتيني في عز النوم كفلق الصبح، تخبرني أن لها رأياً آخر ، رغم يقيني أنه آخر العهد بيننا، ولو التقت الجبال بالجبال فلن نلتقي!
صدقيني ، في أول الأمر كنت غاضباً منكِ، غاضباً جدا، أنت التي لم يكن يهون عليّ أن يمس جلدك زهرة ياسمين، مرت لحظات تمنيتُ لو آكلك بأسناني!
أنا الآن لستُ غاضباً، تخيلي ، أنا أشفقُ عليكِ!
أشفقُ عليك من اللحظة التي تذهبين فيها إلى المدرسة ولا أكون موجودا لاعانقكِ كما يعانق الغريق خشبة طافية
أشفق عليك من اللحظة التي لن يعرف فيها أحد قيمة رائحة شعرك، ولن يميز الفرق بين رائحة أوله ووسطه وآخره
أشفق عليك من اللحظة التي لن يدرك أحد الفرق بين اللون الفاتح والغامق في عينيك
أشفق عليك من اللحظة التي لن ينتبه فيها أحد لشكل شفتيك المختلف مع الحروف، في الحروف المضمومه، تُطل شفتكِ برأسها إلى الأمام قليلاً، في مشهد مهيب من الأنوثة
أشفق عليك من اللحظة التي تأتي ولا يعرف أحد من روائحك إلا ما تضعينه، أنا الذي أعرف رائحتك النقية، رائحتك أنت فقط، حزين جداً أنه لن يفهمها أحد، وسعيد في الوقت نفسه !
قلتُ لك، أحتمل ألف عام من الانتظار إلا في هذا الوضع، فاخترتِ أن يبقى كما هو، واخترت أنا أن أرحل، كلانا يعرفُ أننا اخترنا أن نفترق، أنتِ حين كنتِ تعرفين أن هذا لن يُبقيني، وأنا حين اخترت كبريائي عليكِ
أترين كل ما يُحبه رجال الأرض لنسائها مجتمعين، أنا أحبكِ أكثر منهن جميعاً وحدي !
ولكني للأسف لم أعد أريدك
لن أنسى المقالة التي بقيت منتظرا ان تكتبيها
ولا الشعرة التي قسمت ظهري قبل ظهر البعير
لن انسى ما يجرح تعداده وكلانا يعرف أني لن أنساه
ولكني لن اعدده لان الجرح ما زال طرياً
ليباركك الرب يا عزيزتي ، أو يا من كنت كذلك، اتمنى لك السعادة، وان تبقي بعيدا حيث انت، قربكِ مؤلم!
وسلام عليك بقدر ما أحببتك