احتراق أمل/ بقلم : منار السماك (البحرين )

ذات نهار كانت الشمس كأتون النار

تسرق راحتي

تحرق ما تبقى في جيوبي من أمل

تبخر الهوى من حقائبي

تسلمني جهة العناء

تروح بي حيث استبد القهر

لا تعرف هذه الشمس اللعينة أنني أرق من شفافة الرقة

من عذوبة الحنان

لا تعرف أنني أحدق في الماء يسيل رقراقا

أخشى أن يخدشني

ذات نهار قد رأيت ما عندي تبخر

لم أجد حتى البخار

لم أعاين قطرات تتدلى فوق أوراق الشجر

نضب الماء بعيني

حتى لم يسعفني من حر مطر

أبحث في عين الشمس

وفي حر الهواء

وفي ضباب لا أرى فيه نهاري

حتى عند اتقاد الظهيرة كنت تائهة في زورق أحلامي

أفتش في وريقاتي

أبحث في حقائبي

أنبش الأرض التي التهب الرمل فيها

ولم يسعفني شيء

صرت أجري

أتوق للظل

أتفيأ بالشجر المشتجر بالأغصان الطويلة

والأوراق الكثيفة !!

لكنما الشمس الحارقة تتسلل من مخبأ الشجر

تلاحق هامتي

تحرق شعري

تقشر جمال وجهي

وأنا لم أزل تائهة أبحث عن خيط ومغزل

عن عصاة أتحسس دربي بها

عن طريق لا يدانيه عذاب

ذات يوم أيقنت عيني بأن النظر الممدود في الدرب سراب

أن ما نبنيه وهم ودخان وعذاب

أن ما نبحث عنه زمن الجري

لم يقله كاهن أو لم يدون في كتاب

 

من هنا لم أحتمل شمسا برأسي

لم أجد في كل منحى

غير هشٍ من كلام

لم نزل نذكره وقت الشدائد

ها هم يا سيدي جاءوا أخيرا

حرقوا الورد

نسفوا العهد

وضعوني في لهيب الشمس عمدا

حرقوا حتى الأمل

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!