آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
كل ما كان معى
خسرته فوق طاولة اللعب
الخاسرون تثاقل أقدامهم إلى الأرض
لذلك
كان علىَّ أن أكمل
لا لأن العيال يرقبون أن أعود بالعشاء
ولا لأن زوجتى باعت القرط
لأبدأ عملاً جديداً
بل لسخرية الفائزين
حينما عرضوا أن ألعب على الثياب
خسرتها قطعةً قطعة
واقترحت أن ألاعبهم على الجسد
كنت عارياً
نظروا بعيون نخاسين
ثم وافقوا
صرت فارغاً تماماً
فأفرغوا داخلى رملاً كى لا أطير
الذى ربح ذراعىَّ
باعهما لرجلٍ فقد ذراعيه فى الطريق إلى رحلة صيد
بينما الجندى الذى فقد ذراعه فى الحرب
بكى بعدما فشلت الصفقة
البدين الذى فاز بالساقين
ألقى بالحذاء بعيداً قال: (مهترئٌ)
ثم باعهما لأعرجين
صارا
يذهبان كل ليلة للمقابر دون أن يعرفا سبباً
حين لم يعد لدىّ شيءٌ
سألوا عن الروح
قلتُ: (خسرتُها منذ زمنٍ على طاولةٍ أخرى)
أما قلبى
فإن واحدةً سألت جيراننا
أشاروا إلى بيتنا
فألقته على العتبة
قالت:
منذ أعوام كنت أفرش فى السوق
أبيع أشياءَ قديمةً
جاء رجلٌ، قال: ربحته فى القمار
ساومته على الثمن
من يومها، كلما اشتراه أحدٌ
عاد بعد يومين على الأكثر
فألقاه على (الفرش) ثم سبنى وهرول
خذوه
إنه ليس قلباً
ذلك الذى يعج بالراحلين
إنه مصنعٌ للحنين والألم
فلما فَرغت
ركلته قدمٌ
وأغلقت الباب.
