المحاربون
عندما لا أجدُ ما يشبهني
أُكرّر نفسي.
لا أفعل شيئاً
مثل نقطة واقفة على منتصف صفحةٍ بلا سطور.
لا ألتفتُ إلى الوراء
لا أنتظر مستقبلاً
ممتلئاً بالأحداث.
أمسح أطرافي المحبرة
على وجهي
أرى هيئتي في قدح الماء
وبعض (أنا) بالظل الّذي
يعكسه الشمعدان.
وهنا أحكي عن الحياة
عن قسوة الشمس
وهيَ تحاول اقتحام
المُقل الضريرة لأبي،
عن طريقة التخلص
من الأقارب المنغلقين عن العالم،
عن الذين يشترون الفن بأموالهم
ويحضرون حفلات الرقص
وعند المغادرة يصفوهُنَّ بالعاهِرات.
عن ألم الخيال
وصعوبة اللقاءات
عن عمق الصمت
وحنين الطاولات
ودفء الكفوف.
نحن في هذه الحياة محاربون
لا نقتني لأنفسنا شيئاً
سوى الذي يفرضه قائد الحرب.
منغمسون بما لا نحبّ
لي روح حورية
وذراع طير
ووجه غيمة
وجسد كالسماء.
ليس لي مكان إقامة
فكلما يفكر بيْ أحدهم أقيم بداخله،
لا أستطيع العيش في حياة واحدة.
كل ما أحتاجه
استنشاق رائحة بلادي من جميع تلك البيوت
دون أن تمر بجانب ياقة الطغاة.
وقهوة رمادية في نهاية
كلّ وداع.
نحن محاربون قدماء في الحياة.