بأي طريقة يمكن لي أن أحزن
دون أن أفرش ذكرياتي معها
على طاولة الفقد
كانت قاسية ..
كان جدةً قاسية
لكنها علمتني أن أكتم حزني
ألا اشاركه حتى لا ينقش على ملامحي
فشلت في هذا فلا أتنفس إلا حين أكتبه
كانت حنونة..
دون أن تصبح ابتسامتها المواربة
أداة ابتزاز عاطفي بيد أحفادها
تعلمت ألا يواري ابتسامتي غير الدمع
كانت حكيمة في ظلمها..
حين أدركت أن الذكر لايعيبه إلا جيبه
تركت كل أملاكها للذكر الوحيد في الأسرة
و أعطت بعض الحب للإناث
تعلمت منها أن للحكمة ثمناً
كانت امرأة مستقلة
لم تحتج لظل رجل كي تزرع أرضها
ولم تغط سلاسل شعرها الأسود
إلا حين أتت عواصف الصحوة
تعلمت منها ألا أنكسر للعاصفة
حتى لو بعد عقود
كانت قاصة بالفطرة
كانت تحكي لي الكثير من الحكايا كل مساء
وهي تدلك رقبتي التي أثقلها حمل الماء
معها في الحقل طوال اليوم
تعلمت أن لا أستهين بقوتي
حتى لو قالوا عني مكلف
كانت تحب صديقة طفولتها “سعيدة”
لم تهتم يوماً باختلاف ديانتها حتى هاجرتْ
لم يبق منها إلا اسم والدتي
وحكايات كثيرة سردتها عليّ
تعلمت منها أن الصديق هو أيضاً أهل
اليوم رحلت جدتي
لكن كل حكاياتها ستظل معي
هذا الحزن القلق سيظل من نصيبي
وذلك الحب الذي بخلت بإظهاره أمامي
سيظل حباً .. حتى وهي تغيب للأبد.