كنت أصغي إلى صوت غليان المياه
وتدفّق البخار بين أوردة الغيم،
فألمح طيفًا يعبر، يهرب ثمّ يعود…
فأنا لا أعرف كيف يفور الحلم في
منتصف النّهار،
كيف تشيخ الغابات،
و يشرب النهر حزنه بصمت …
أنا لا أعرف كيف تظمأ البحار،
و تَبهتُ السّماء فجأة…تحزن…
فلا تعود تظلّل الأرض…
ما عُدت أرى رمالًا تتحرّك بين حبيبات الوقت،
أجد الآهات صامتة صمت السّنوات الطويلة…
فيغصّ الزّمن في حنجرة النسيان،
ويتململ كالأفعى في مواكب الحياة…
الّليل الذي زرع ورقة ورد تحت جلدي…لن أخاصمه،عاهدته أن أقصّ أصابعي وألصقها بعتمته…لعلّه يعزف بها لحنًا يوقظ الكون من سباته…
الليّل الذي ابتسم لي ..تأمّلته بصمت ،
ورحت أمسّد تجاعيده،
لأرطّب قطرات الفجر …
لعلّ الابتسامة تتندّى..
لعلّني أعصر تلك الغصّة العالقة في حنجرتي ،
فتتدفّق من رحم الوجود أنهار ، كان يسندها حجر …كان يسندها جدار…