لكل انسان متحضر في هذا العالم وطنان ، وطنه الأم وسوريا هكذا قال عالم الآثار الفرنسي شارل فيرو عند قراءته للرموز الأأوغاريتية تلك الجملة التي سبقه إليها امبراطور الشرق الأعظم الاسكندر الأكبر عندما قال ان مياه سوريا تذكره بحليب أمه وأن سوريا هي وطنه الثاني ، فما هو السبب الذي دفع هؤلاء البشر للتكلم بهذه الكلمات عن سوريا ؟ وهل فعلا سوريا وطن ثان لكل إنسان؟ بحكم ولادتي في سوريا وإقامتي فيها عمي كله فقد لقبت بالمواطن السوري وما اكبره من لقب على انسان لا يعرف شيئا عن الوطن الذي ولد فيه فقد قررت المضي برحلة استكشافية أبحث فيها عن نفسي .. عن تاريخي .. عن ماهية سوريا ، بدات رحلتي من منطقة اوغاريت حيث كانت بداية الإنسان الأول ، ما إن وصلت إلى اوغاريت حتى بدأت ملامح تلك المقولة السحرية تتضح أمامي فهنا كانت البداية بين المعابد والتماثيل والرقم ، حقا بين تلك الأحجار القديمة تستطيع سماع اصوات الكنعانيين وهم يجهزون سفنهم لتجوب الأرض ، من اوغاريت هنا قرطاجة من هنا اتى هانبعل ملك البحر وغازي روما .. روما ند تدمر مملكة الشرق درة الصحراء هناك حيث تضيع بين اعمدتها العملاقة ومعابدها الصفراء العتيقة هذه تدمر بمعركتها العظيمة مع الإمبراطورية الرومانية ، الإمبراطورية الرومانية حاكمة العالم بيوم من الأيام واباطرتها الأشداء الذين قيل عنهم ان نهر العاصي في مدينة حمص يصب في نهر التيبر في روما دلالة على تأثير سوريا والسوريين على عرش روما وبالأخص ابناء مدينة حمص فمن هنا جاءت جوليا دومنا لتفرض سيطرتها في الخفاء على امبراطورية تمتد من اسكتلندا إلى العراق ولتتوج ابناءها واحفادها على العرش ، تلك الحمصية بنت الحجار السود مازال صوتها وصوت عربات الرومان وهي تعبر في الشوارع المرصوفة بالحجار السود يصدح من بين تلك الحجار السود فعندما تسير في شوارع حمص تبصر التاريخ كله يتراءى أمامك حتى تصل دار سيف الله خالد بن الوليد الذي حضر سوريا على رأس جيوش الفاتحين المسلمين إلى سوريا لتكون دمشق أقدم عاصمة في التاريخ دمشق الياسمين بنت بردى وحفيدة قاسيون عاصمة للمسلمين الأمويين حيث اختار بني أمية الصبغة الدمشقية صبغة لهم فبعد ان تحول المسجد الأموي من معبد وثني إلى كنيسة جاء المسلمون ليتحول من كنيسة إلى مسجد لبني امية ، وقد بقي ااحال على ماهو عليه حتى اتى العباسيين ليقتلوا بني أمية جميعا إلا واحدا صقر قريش الذي نجى من البطش العباسي وذهب إلى الاندلس ليقيم سورية جديدة في ارض إسبانيا ، لقد حمل ذلك الدمشقي معه إلى بلاد الأندلس نخلة شامية عريقة حتى يتم الصبغة السورية للأندلس نخلة ربما قد اخذها من الرقة او من الحسكة او من حلب وماذا يسعني الكتابة عن حلب الآن فمدينة حلب تلك المدينة العريقة التي اختارتها اليونيسكو كإحدى مدن التراث العالمي كانت ومازالت حاضرة للحضارات لم و لنتبرح يوما ان تكون منبرا للمجد. قد تكون سورية الوطن الثاني لكل انسان متحضر وقد لا تكون ، ولكن وبلا شك ستبقى سورية وبلا منازع أم بلاد الشرق جميعا وحاضرة الحضارات والتراث البشري والعالمي .
جمييل 💫
مقال رآئعع ينم عن ثقآفة الكاتب وعزته وانتمآئه لوطنه 😃
دامت سوريا وطن الانسانيه
دامت سوريه ابيه حرة
❤💫
شكرا جزيلا بقدر ما غاح عطر سوريا وبقدر حروف رددتها طيور سوريا