أبو سليمان يتحدث لزوجته عن الأردن وطيبة أهله وكرمهم !! أسخر من نفسي ، أي كرم وأي طيبة والذي تفعله أنت ماذا يسمى ؟
بعد العشاء أحضر العصير الطازج ،آآآه كم هو شهي، متأكد أنا من أن شدة حلاوته ولذة مذاقه هذه ما كانت لتكون لو أن أم سليمان لم تخلطه برضابها،بعد أن تناولت العصير شعرت بالحاجة الشديدة للنوم فاستأذنت منه بالنوم ،فقادني إلى الطابق العلوي ، أوصلني للغرفة التي خصصت لنومي، كانت جاهزة( master) ، فأنا لا أحتاج للخروج منها حتى لقضاء الحاجة، بدلت ملابسي ، أشعلت التلفاز وإذا بفريد الأطرش يصدح على الشاشة ” بساط الريح قوم يا جميل .. أنا مشتاق لوادي النيل ، أنا لفيت كتير ولقيت البعد علي يا مصر طويل ” هذا الفنان العربي السوري يتغنى بمصر ويتباهى بعشقها ، وأنا الآن ماذا سيكون مني، وأنا لا أملك صوته أو موهبته ؟
النعاس يداعب جفوني، وأصوات ملائكية تخترق سمعي ” عندنا ضيف .. نعم .. عندنا ضيف من الأردن، وماله يا بنتي بكرة نشوفه ونسمعه ” أحاول النوم ، هذه الأصوات سرقته من عيوني ، من أين تأتي ؟ ولمن هي وكيف عرفت بقدومي ؟ أشعل سيجارة ما قبل النوم كعادتي ، أطفئ المصباح أغمض عيوني ، ولا أدري كم من الوقت استغرقت حتى غرقت في بحر الأحلام .
لم أكد أغفو حتى أيقظني أبو سليمان بقوله: أبو صخر ؛ الفطار جاهز .
دقائق فقط ، نهضت من السرير لأني مشتاق لمصر ، لأم الدنيا ، لا أرغب بإضاعة أي وقت فالأيام تمر سريعاً ولا بد لكل رحلة من نقطة تنتهي عندها ليعود كل شيء كما كان ، اغتسلت ، حلقت ذقني ، تعطرت ،وخرجت إليهم ، أصعق ، أي حوريات هذه التي تحيط بالمائدة ، أي ورود جلبها أبو سليمان حتى يحرض شهيتي على الطعام ، أي بشر ، من أي طين خلقت ، حاشا لله ما هؤلاء إلا ملائكة كرام ، جلست إلى المائدة ، أشعلت سيجارتي، نظر إليّ أبو سليمان قال : ما هذا يا أبا صخر ؟
– ماذا ؟
– لماذا تشعل سيجارتك قبل الإفطار ؟
– تعرف بأني في هذا الوقت أكتفي بالقهوة أو الشاي والسجاير ؟ .
– هنا ستتغير هذه العادة ، ممنوع التدخين قبل الإفطار ، مفهوم .
-حسنا ولكن المرة القادمة .
عفوا نسيت قبل أن أجلس إليهم عرفني بابنتيه وشقيقته ، سحر ابنته الكبرى والصغرى عبير، ورندا شقيقته ، قالت سحر وهي تضحك ” أنت حر تأكل ما تكلش والنبي ما أنا قايمة” طيب أنا سأتناول طعام الإفطار عندا بك ” أنظر إليهن ،آه من عيون سحر إذا ما ابتسمت تشعربها تنطق شعراً ، نظراتها تصبح غناءً ، وإذا ما أقطبت حاجبيها راحت ترمي الناظر إليها بحجارة من سجيل تجعل القريب منها كعصف مأكول .