آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
كنتُ بانتظارِك بين التيِهِ واليقين
ما زلت أبتز عصراً لا يجمع بكفِ
قرويةٍ خشنة بندفِ الصوف ..
بعصاً تثير قطرات الندى
بقلبي.!
وأنا ما زلت ..
أبتز عصفوراً على
غصنِ ليمونٍ ليُغرد وحيداً
لأدرك أنه قد حل الشِتاء .!
ما زلت كالمستجيرِ من الرّمضاء
أبحث عن أصيصِ ترابٍ لسُلحفاتي
بشتاءِ كانون البارد .. لتنعم بالدفء
وأبحث عن غيمةٍ لا تحترق ولا
تعَضّ على جناحيّ سنونوةْ
وأبتزُ قلباً تمشّى طويلًا على سَبخةٍ
و وقف على ريحٍ حادة كالتي تمُر..
ولا أثر لأقدامي على أرضٍ
تميل كلما اهتزّت بداخلي
الرّغبة.!
لماذا علي أن أبتز عصفوراً بنقرِ الحَصى !!
وأندب حظَ الشّعيرِ بالأوكار
التي تفيض بجيفِ النّمل
من قطراتِ المطر .!
وأنا الجافُ كرغيفِ خبزٍ
لا يبتسم له أحد حين نلتقي ..
والسائل الدّبِق المُراقُ
كلعابِ طفلٍ على فمِ الصّباح ..
حين نفترق .!
وما زلت أبتز العتَبات
لخروجِك.. دون علمٍ بِما يصلح
للإتلافِ بطياتِ وشاحِك المطويّ
بعنايةٍ .. كقلبي .. وترميه لنبتدئ .!
لِنأتلِف.. ولِنقبل “ميدوزا”
التي تحجّر بعيونها الحديث
الذي يقف بيننا بالمنتصف .!
فبيني و بيني حياة كتلك التي
ذهبت… وأخرى كالتي سُرقت .!
وروحٌ تسترسل من صوتِ رنين
الملاقط على حبالِ الغسيلِ عُرساً
للموتى الذين لا يروون
الحكايات للريح .!
