تحرّروا/ بقلم :د. سميرة حداد ( لبنان)

..

“إذا الشّعب يوما اراد الحياة. فلا بدّ أن يستجيب القدر.” أبو القاسم الشّابي..

نعم نحن نريد الحياة ولكن…

تقودنا احياناً تصرفاتنا إلى الهاوية وليس الى طريق النّجاة والكرامة والامن والامان.

نحن شعبٌ وهبه اللّه جنّة مليئة بالخيرات والهبات فدمرناها بالطّمع والخنوع والتّزلم لفئةٍ سرقت ونهبت وسيطرت حتى بتنا نقبل بالقليل مما يُرمى لنا من فُتات خيرات بلدنا وكنوزه.

اصدقائي…

نحن من احطنا انفسنا  بطبقة سياسية نرجسيّة تتحكم بالبلاد وعباده، فهم لا يعترفون بمشاعرنا او ظروفنا فكلّ ما يهمّهم؛ مصالحهم ومشاعرهم.

فسياسيينا العظماء يتقاتلون فيما بينهم على الحصص والوزارات والامتيازات والممتلكات و. و. وتطول اللائحة!…. وكانهم في عالمهم الخاص. دون ان ننسى  إضافة السلطة، والثروات  إلخ…

أضف إلى ذلك من يناصرهم ويصفق لهم مما يزيدهم إعجابا بأنفسهم وإنجازاتهم واستخفافاً بنا.

لهذا علينا كشعب تغيير استراتجيات التّعامل مع تلك الشخصيات المريضة الغير آبهة بما يدور حولها، فالعالم يدور حول شخوصهم فقط…

هؤلاء الاشخاص يعيشون وراء”خصال تعويضية” تشعرهم بأهميّتهم وقوّتهم وتفوُقهم وثقتهم بأنفسهم وكل ما يصدر عنهم.. مع العلم انّهم يملكون من الهشاشة ما يكفي لنسفهم وتدميرهم بذكاءٍ ووعي. فهم يختبئون خلف أقنعة متعدّدة تخفي الكثير من  الضّعف والتُوتر وعدم الثّقة.

اصدقائي…

إن ما يجري في بلدي مؤلم وغير انساني… تعلموا من تجاربكم السابقة واعملوا على تدمير ثقتهم بنفسهم، واهتمامهم لنفسهم، اسلبوا منهم كل ما يُشعرهم بالتُميز والأمان وذلك بان:

– نتمتع بالهدوء والابتعاد عن الغضب حتى لا نندم على أخطاء لن تنفعنا.

-نضع مشاعرنا جانباً لأن من الممكن ان يعملوا على التلاعب بمشاعرنا واستخدامها لمصلحتهم ونقع من جديد في فخّهم.

-نكتشف نقاط ضعفهم واستخدامها ضدهم، نتوقف عن وضعهم في خانة الاقوى. بل على العكس نعتبر أنفسنا نحن الأقوى.

—نعاملهم بالمثل.. ما يعني ان نأخذ ما سلبوه منا( ممتلكات، ثروات، حتى نفوذهم)

-لا نعطيهم الاهتمام وهذا يعني لا تستمعوا لخطابهم، لا تسمحوا للاعلام اظهارهم على شاشاتهم، عدم تناقل اخبارهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

-نصبر لأنّ الطّريق طويل مع تلك النّفوس المريضة ولكن علينا البدء من مكان ما. لم يعد بإمكاننا تاجيل ما علينا القيام به. هذا وطننا وطن ابنائنا واحفادنا.

اصدقائي…

تهرّبنا طويلا من مسؤولياتنا تجاه أنفسنا ووطننا لبنان، حان وقت الاستحقاق، علينا تحمل مسؤولياتنا والنّهوض ببلدنا من جديد ونعيده الى افضل واقع مما كان عليه. ولن يكون ذلك الأ عن طريق تحرّرنا من كلّ القيود والانتماء لوطننا واحترامنا لذواتنا ولمواطنينا.

اعاننا الله على هذه الأيام العصيبة وامدنا بالصبر والعقل والتُعقل.

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!