أفترشُ الأُفُقَ وِسادةً لأحلامي
أتسابقُ معَ الريحِ في حقول البيلسان
أطيرُ على أغصانِ الحياةِ مثلَ فراشةٍ
تُلوِّحُني الشمسُ تَلويحةَ عُمر …
يا رجلًا سكنَ معابِدَ الآهاتِ في ذاكرتي
تَسرّبَتْ أنفاسُه إلى قارورةِ عطري
لوّنَ الزمانَ بألوانٍ زاهيةٍ
كانت مجهولةً في دواةِ حِبري…
كتبَ بقلمِ الرصاصِ مشاعرَهُ ألفَ مرّة
ومحاها مرّةً تِلوَ مرّة
حمَلني في قصائدِهِ إلى مُدُنٍ
تَلهو في أزقّتِها الأماني
تَوّجني همسةً من همساتِ الزمانِ
ناغاني بلغةِ العصافيرِ وبأحلى الألحانِ…
آهِ يا زمن
ما أشقى العُشّاق…
في نَبضِْ أنفاسِهم قِصصٌ لا يُفسّرُها البيان
تسكنُهم وَحْدَةُ الكونِ وغُربةُ المِزاج …
أنا يا ساكني صِرتُ اليومَ ناسكةً في صومعةِ الأفكار
أُطاردُ نفسي وهي تعدو وتترامى فوقَ السطور
تأخُذُني تارَةً إلى هواكَ أسيرة
وتحمِلُني ثانيةً إليكَ مَلِكةً مُتوَّجةً على عرشِ الغرام…
ما أجملَ الرحلةَ معك
فأنتَ ستبقىَ في كِتاباتي وهماً
لأنّ مَن يُولَدُ من الخيالِ لا تُلامِسُهُ الأنامِل
وما يرسُمُهُ الشُعراءُ لا يقرؤهُ إلاَّ الأنقياء