حصتنا من الموت/ بقلم:عبد المنعم عامر (الجزائر)

جئت أفتش عن اشلاء ابني الذي سبقني لصلاة الفجر فأعطاني أحدهم 23 كيلو وقال هذا ابنك فأدفنه ،وأنا احمله تذكرتُ يوما وأنا قادم معه من السوق وكنتُ أحمل كيسًا ثقيلا ،فطلب مني بكامل برّ الأولاد أن يحمل عني ،وقد دخل على أمه سعيدا برجولته يتغنى أمام اخوته ويغيضهم أنه حمل كل هذا الثقل لوحده لأجل أبيه ،وأخواته يقبلنه وأمه تدعو له بطول العمر والصلاح ،ها أنت مرةً أخرى تسبقني بالكيس للبيت يا ولدي ولكن كيف أقنعهم أنك الذي في داخله ،وأن ضحكاتك التي كانت تملأ البيت وذراعك النحيفة التي كنتَ تكاسرُ بها أخوتك ورأسك الذي ينام في حجر الجدة وأقدامك المدببة من المشي بحثا عن الماء وصناديق الاعانة كلها أضحت في كيس واحد وحين تسألني أمّك بلهجة غزاوية مريرة “بتعرف فش كهرباء يا أبو صالح وين ح اخبي كل ها الخير بنعطي منو للجيران ” كيف سأخبرها يا بني أن ما في هذا الكيس غير قابل للصدقه ،وأن 23 كيلو من الأشلاء هي حصتنا من موت هذا الأسبوع.

/

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!