حتُ أتخيل أحلامي مجدداً ، كما اعتدت ، راحت تبرق كالنجوم في وسط ليلة مظلمة ، ويا لجمالها حين تلمع!
أتخيلها وردةٌ حمراء في وسط بستانٍ أصفر ، كان ولا يزال ذلك الحلم قطعة من السكر في وسط مرارة أيامي ، الكتابة جزء لا يتجزأ مني ، في كل ثانية أشعر باليأس ، فتحلق الكتابة أمامي وكأنها فراشةٌ فتقف على حافة رمشي وكأنها تذكرني أنها موجودة ، وفي أعز محنتي أشعر بها تهمس لي ، فأناجيها مترجياً متسائلاً :
أحلامي الوردية
هل سنلتقي يوماً ؟
أم ستبقين بعيدة المنال كما يقولون ؟
أرجوكِ
أحتاجك
لا تتركيني أتأرجح في الهواء
فجميعهم لا يصدقون أننا سنلتقي بتاتاً
أنا أتشبث بك
فلا تتركيني
سأصل إليك
فانتظريني
أشعر بها ترد علي قائلةٍ :
اسعى واصبري فأنتِ تستطيعين
فأبعد الأفكار عني وأمسك قلمي ، فيقف حائراً بين يداي ، كيف يسيل الدماء دون أي معاناة ؟ وأي معاناة تحتاج يا قلمي ؟ وفي لحظة ما تسطر الخيبة علي خطاً متعرجاً في جبهتي ، ماذا أفعل لأحقق ؟ أكلم نفسي مستفسراً ، وكأن الحلم يقف أمامي ، ولكنه لا يجيب وفي حالٍ يرثى لي فيها أشعر بالدماء تتدفق بجسدي مجدداً والروح تردُّ إلي .
وفي لحظة فارقة ، سطر قلمي على الورق بالدماء ، كلمات لا تنسى لآخر الزمن ، فبات الحلم يقترب ويتطاير حولي و أسمع الهواء يغني لي وأشعر بالشجر يتراقص وكأنه ينذرني بتحقيق حلمي المنتظر .