في دهاليز الزمن تسكن ذكريات طفوله طويت بتأني وحذر ، ملفوفه بكل مافي الارض من جمال، بمشاعر من الامل والخوف واخرى من الفرح والخيبه، تطرز سنين العمر بخبرات ليس لدينا اي فكره في ذالك الزمن الجميل انها ترسم خطوط شخصيتنا لاعوام واعوام سوف تأتي ، وانها هي من سوف ترسم قرارات المستقبل وتحدد مسار حياتنا القادمه.
آه … ثم آه ايتها الذكريات لو كنت اعلم.
لو كنت اعلم انك في يوم ما ستكونين مجرد ذكريات .
آه لو كنت استطيع ان اتسسل بهدوء تحت سكينه الليل الى تلك الايام واعيد اكتشاف ثناياك قبل ان يسبقني العمر بالقفز الى المستقبل ،
لأعيد سماع صوت غناء وقصص امي ، ونظارات ابي المغلفه بالم سنين وقوة الشخصيه التي كنت اظنها تسلط وكم كنت على خطأ.
آه لو استطيع ان اشبع الروح والنفس بعبير ذاك المنزل الدافئ ورائحة الخبز الممزوجه بدخان سعف النخيل المحروق في تنور امي. كم اتمنى ان ادون كل العبر وكل الامثال وكل القصص المنثوره مع هواء الارصفه والمقاهي وبين جلسات الاصدقاء ، ملئ بصوت الاغاني وضحكات الاحباب .
آه ايها الذكريات لو استطيع ان اسحب منك كل لحظه كنت اظن فيها بأني مزعوجه وفي ضجر واستبدلها بلحظات فرح، أدون فيها على أوراق الدفاتر حبي وامتناني لكل كلمه وكل همسه ، مازالت تدغدغ الروح والقلب حتى بعد ان هاجر الجسد الاف الاميال وعبر المحيطات وطوى سنين طويله من العمر.
توقفي ايتها الذكريات وتأني قليلا ، فانا قد فهمت الدرس ، واريد اليوم ان ادون لحظات العمر في دفاتري واكتب كم اعشق كل من نقش خط في يومي وكم ممتنه للحب الذي ينثر حولي ، تأني يا ذكريات فانا قد قررت ان اغير مسار ذكريات المستقبل لتناسب روعة الحاضر بكل ما تنطوي فيه من قلق وحيره وامال واحلام ، تأني اريد ان اكتب في حروف من نور في ذاكرة اولادي قصص عشق امهم للحياة بكل جروحها لانهم اهم جزء منها .
تمهلي يا ذكريات المستقبل لانثر عطر الحكمه فوقك واهديها الى الاحباب مع بطاقة شكر لتتويجهم عمري وسنيني باحلى الذكريات.
تأني يا ذكريات فأنا اريد ان اقول لكل الاحباب لا تستعجلوا الرحيل الى المستقبل ففي مجرد رمشة عين سوف تصبح هذه الايام مجرد ذكريات