يَحدثُ أن يُورقَ بِها صَباحي
ينفضُ عني ليلاً جَلدني دونما إراحة
صباحٌ يتنفّسُ جدائلَ بوحِها
ضِحكتها تُنير تلك الجزيرة
أسميتها جزيرةَ ما بين الخَدينْ
أغمضُ عَيني
تُبلل رمشيّ بِلمسةٍ لا تشْقى
تَهمسُ:
صباحكَ أنا،
وأنا صباحكِ الغريق بين الرمش وكنفه !
الخطورةُ في هذا اليومْ الرائق يا سكرةَ لُغتي
أن عَقارب الساعة
أنثى تلسعُ وقتي باشتهاء
تُدندنُ اللهفة يا هذيان “صباحاتي”!
صباحُ وجهكِ مُرتّلٌ بآيات العشق على الثغر، شمسُه تبتلٌ في محراب جبينك، يزغردُ كلما ارتفع خَداكِ، يا من جعلتِه وحيًا، تنَزل كلما رجفتُ باسمك، كَرفيفِ قبلةٍ وراء أذنك الشمال تنسابُ للعنقِ ناحيةَ منطقة التّسلل، تُناور أول تلةٍ في الظهر، تنسلُّ من تحت الإبط لِتلج قلبك بهدوء.
وكأن حُروف الواو على مَتن الشوقِ المُهفهف؛ بالعطر هاطلة، يُحدثني خاتمُ شفتيك الذي رشف كوبكِ اليومي، بأن اللذةَ المُرتعشة لا تُرد ولا تُصد، وأن غمزةً منكِ تًطيح بِعرشِ رجلٍ لم يعرف طعم امرأة بعد!
وأن هناك آهة خفية، لو نبتت من بين شفتيك لأصاب الهواء نبيذٌ؛ تنفسهُ الناسُ خمرًا ترنّح منه مُؤذن جامعنا مُتمتما: حي على نبيذها !