تمنَّ على الريح
لا..تنتظرني
وشاغب بخصلتها
ريحهم
ورُضَّ نخيلَ الأيائلِ
سبِّح بحسن التي
حصنت خصرها
وقالت:
أنا ..
من جهة الريح
أتيت
من إناء فائض
عن حاجة اليد
وزئبق الأشياء
من خلف بارجة
عمياء
تحث جرفا هائلا
في مشيمة البحر
وزرقة الإناء
أتيت أنا..
والأنواء ترأف بي
فصرت
وليدها الشاخص
في خضم العاصفة
وأتيت من وطن
السحاب أتيت
قدكان الغريب معلقا
بشجيرة الغرباء
ينأى مااستطاع عن
الحكاية
ثم يرتشف الثمالة
من سماوره ويهذي
مثل صوفي أضاع
طريقة فاستل من
عاج البديهة مأمنه
وأنا الغريب
أنا الغريب على مرابع
رمسهِ طارت به ريح
تفر إلى مشارفها
الجهات
لم أنحنِ للريح
لكني استطعت
خداعها
فعمدتني عاشقا
لغثائها ونجوت من
فرط الغثاء
ولأني أخطأت
حساباتِ الفصول
واكتمالات الرسالة
والرسول
لازلت هنا..
أنا..لازالت هنا
وهذه القهوة المرة
كم مرة غيرها النادل
كم مرة
نبهتني تلك الثريات
العتيقة المعلقة
خلف غجرية تستند
الآن إلى مقعدها
للمرة الأولى
من عمر الحضارة
كم نبهتني تلك
الثريات
بأن الخطيئة معلقة
من (عرقوبها) تماما..
مثلي أنا
خاتمتي البداية
والنهاية ساحتي
متن الحكاية مسرحٌ
ٌ لمواجعي المزجاه
تنسجها لموتى
يعصرون بكرمتي
قدحا من النصر
المؤجل شذ عن نص
الحكاية
والحكاية لازالت
تؤطرني بحائطها
أنا المنسي سهوا
فوق حوائط النسيان
وخلف براقها
أشك الآن..
أشك قبل الآن
فثمة جثة بائتة
تقتات
من ضوء باهت
ينساب في متن
الحكاية كي يبنّ
خيوطها
وأنا الدليل التائه
المكني في شرك
الحكاية
لكني..
سأبدو سيد العتمات
ممتشقا بيارقها
أضيء بداخلي
وقد أفيض كعبرة
تنمو على أنقاض
هيكلها
لأن عشبا مارقا قد
عفرته الريح بالحظ
المقدد حين مال
الطلح في كل
الجهات
أم أن..
في ما مضى
من الآمر
ثمة جنازة عصية
على الشفقة
تقتص الآن من أفق
نهارها العمودي
وتجلب الحظ لمن
لاحظ له
لاحظ لي..
لاحظ لي سوى أن
القرويين هربوا
بجثتي إلى جهة
معلومة ناحية الريح
فحنطت روحي
في الجهة المجهولة
لأكون أنا
وهذبتها قليلا
لأكون هنا
أنا السيء الحظ
وأجملهم حظا أنا
جئت ممطتيا حقائب
شقوتي
يحث أشرعتي هباء
فادح
تسوس الريح
أحجيتي
فأتلو خوص شفرتها
على مهل
كمحبرة ينز سواد
أضلعها فترتفع
النقوش
لاذنب لي
سوى أن الحظ
لاحظ له معي
كبذرة خاصمها
الخصب
وتاهت عن مدارجها
السهول
لاحظ لي سوا أني
خاتلت نفسي ثم
أنشدت بسري :
(وداعا وديعا كهذا
البقاء
وداعا بُعيد وقبل
اللقاء
وداعا لي ووداعا لها
وداعا لصحبتي
الأشقياء
وداعا لدراقها
المشتهى
وداعا لهذا الصباح
المساء)
ياحظ:
ياهذا العقيم خذلتني
ياأيها الشفاف
والقاسي كعتمته..
لاظل يؤويني
سوى أن الحقيقة
مثل الروح وهم عابر
والقشور دليلنا نحو
البقاء
تأبئ
فتنكسر القلوع على
الصخور عصية
وعتيقة وأنيقة
كعروسة
تختال في شغف
البياض
متن الحكاية هاجس
يفضي لهامشها
ضاق الخناق على
ضحاياها فساقتهم
بذروتها وتاهوا في
الهلام
نحن الضحايا الآن
والعشاق والأسرى
على لحم المقاعد
ينداح تحت جلودنا
التجريد والتطهير
يوعز حزننا ويرضه
وترا
فتنسلخ المعاني
حين ينبلج الكلام
لاالمسرح الحجري
يغريها
ولا الدرجُ المعبد
بالأساطير المحاكة
بالخيانة والألمب
هكذا تمضي بنا
الربات حين تذكي
حزننا خلف السواتر
ثم تجترح الوصايا
تشعل الليل بفضتها
وترقدفي سلام
وعلينا أن نقوم
بدورنا
مثل الضحايا
كاانتقاء الدمع
أو تعديل الإضاءة
حسب وجهتها
وتصفيف المشاعر
مثلما يمليه جنس
اللون
بين قرمزها وبين
الأرجوان
كأن نُطهر
حزننا من حزنه
عمدا
وتحميصُ الدم
المنساب من شريان
سوسنة تُعدل
سحنة في الرمل
تجترح الكرامة
أو..
سنغدوا مثل أيتام
على أنقاض مأدبه
اللئام
في سبات الريح
ينهض عامل من
برزخ الميترو
ويلقي ماتبقى من
سلالته ويحزم حزنه
في المقعد الخلفي
يسأل حظه البالي
يسرح سيدا
في عتمة التأبوت
من أوهامه
ويرسم في الهواء
الرطب أسفل ذقنه
تعويذة حنطية أولى
ويسأل :
هل أموت الآن؟!
أم أن البطولة لعنة
بالكاد مطلقة يواربها
الستار ؟
في سبات الريح
بين ذروتها وبين
العنفوان
يدلف الأطفال في
عرس الأعاصير
الصغيرة
يسألون الجنيات
عروسة ويرددون
بجوقة تعويذة كنشيد سوناتا:
(بِيَدي ملح
سيدي علي
بِيَدي ملح
سيدي علي
بِيَدي ملح
سيدي علي )
لادور للكومبارس
سوى أن يشعلوا
عصب الكناية ثم
يفتضون مااستعصى
من الشجن المسجى
حين يتعافى مجاز
الحانة الخلفيةالمثلى
ويشرب ماءها ورد
أجير في الظلام
والكومبارس
منسيون مثل الريح
حين تمر كي تنسى
ولايعني بأن غبار
من مروا كفيل حين
ينسينا حنينا وامضا
بالقلب
لكن الحقيقة أنهم
من يوقضون قريحة
الجوعى
بقرميد الملائكة
السبايا كي نصدقهم
وننسى ثم ننسى
ذاتنا الأخرى لنولد
من حطام
في سبات الريح
بين صحوتها
وبين الجوقة الملساء
تكتنز الحقيقة سرها
وتهب عارية علينا
من مسام الروح
كي تعلمنا بأن
نمارس موتنا
ونقول: ماأغبى
الحقيقة حين غاب
الموت عنا مرتين
وهل الحقيقة
وعكة نشفى بها
أم أنها نَفَس خفي
شابه ضوء
فحط على سياج
سريرةٍ
واكتظ من
هول البلاغة
فاستوى قوسا
كعرش النخل
واهتز المقام
وهل الحقيقة بنت الريح ؟
والأسرار مسرحها الفسيح !
أم أنها طيف نجا
من سوءة الأنثى
وزهر ساقه قدر
صغير كاد أن يدمي
سلاف حقيقة أخرى
ويختزل الحقيقةَ ..
ما الحقيقة ؟!