شهقة خصوبة/بقلم:د.ناديا حماد(سوريا )

دخلتُ الحياةَ كما
يدخلُ جدولٌ صغير
في الفراتِ العريض

اغترابي الاول
عن رحم أمي
هو الأصعب.

الأرضُ
رحمٌ كبير
ومهجعنا الأخير

أفقتُ
حينَ سمعتُ صوتَ أقدامِ الصباح في الزّقاقِ الصّغير

أنثى
بطراوةِ الهواء
و ليونةِ الماء
وشهقةُ خصوبة تصعدُ من
علياء الروح
لتعتقلَ عاشقاً أضناه الانتظار …

حروبٌ خاسرة
قَطَفتْنا
وبدأت تقتُلنا واحداً
واحداً
ليس لنا إلا ظهرَ الريح
والخوف جرسُ قافلتنا

بعيداً
رحلتُ عنك
كي لا يخيفُك
الليل
ولاترعبك السماء
كي لا أخسرَ حبَّك
وضحكتك

الطاولةُ
التي كانت لنا ذات لقاء
هي الٱن وحيدةً
وحيدة
كما كانتْ في البدء
مقطوعة من شجرة. .

البابُ
يقول :
قبل اغترابي
كنتُ شجرةً خضراء
تلاحِقُني ساديّةُ الريح
انا المتيّمةُ بالقمر

الجدارُ
يقول :
في غيابي
لاحاجةَ لبابٍ
لاحاجةَ لمزلاج
وَ لا لنافذة ..

الحياةُ
تحبُّ الحلوى كثيراً
وأنا لم أقدٍّمْ لها سوى
القهوةَ المرّة بلا هيل .

في المَرّة القادمة
عندما تنتهي الحرب
سأقدّم لها كأس ” شوكولامو ”
شامي لذيذ …

ونجلسُ معاً على العتبات
نراقب البيوتَ وهي
تضحك

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!