صراخُ العودةِ/بقلم:أمّةُ اللهِ الأحمدي

أنا الميتةُ في الحياةِ، والحيةُ فيكَ يا وجعي الأبديَّ ويا قدري الذي لا يزول.

أنتظرُ وقعَ خطواتِكَ كلَّ يومٍ بشوق يمزق الصمت، كأنها تدبُّ الحياةَ في أوصالي المتجردةِ منْ اللحمِ والعظام البالية، تحتَ شاهدِ قبري حيثُ الترابُ صارَ لحافي.

ها أنتَ تمشي بخطواتِ الطيفِ الساكنةِ المثقلة بالحنين، حريصًا ألّا تزعجَ تلكَ الأرواحَ الهائمةَ فوقَ القبورِ. انتشلتَ الوردةَ الذابلة منْ بينِ براثنِ الوحشةِ القابعةِ في صريرِ رياحِ المقابرِ، حيثُ الهمسُ سنفونيةٌ تحطمُ قلبَكَ السابحَ في أفلاكِ كونٍ لمْ أعد فيهِ سوى روح زائرة تراقبك من خلف ستار الغيب.
دموعُكَ المنسكبةُ تغسل تراب قبري تنتشلُني منْ غياهبِ العدمِ. تمنيتُ لوْ أرتبُ على كتفِكَ المتعب، آخذُكَ بحضني الذي اشتاقَ لكَ.
وها أنتَ تعودُ لتأخذَ الوردةَ التي ذبلت معي تستبدلها بأخرى متفتحة. وددتُ لو استوقفك بصوت لا يسمعه إلا قلبك أن التمس الدفئ في نظرات عيناك التي أرهقها البكاء. قلبي رغم فراغه المخيف لكنه مازال معلقاً بالأرض يبحث عنك بلهفة طفل ضائع. أتمنى منك لحظة احتواء واحدة لعلها تكبح كل هذا الفقد الموحش في أعماقي، فوحوش الليل تلتهم مشاعري النازفة والأنين صار رفيقي الأبدي.

عدْ إليَّ يا وليفي ، ففي صمتِ القبرِ البارد، صراخُ روحي لا ينتهي أبداً.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!