“تعال تفرج ياسلام
تعال شوف صندوق الاحلام
تعال شوف الدنيا بعين لاتخطر على بال”
…..
قفزت طفلتي المنشقة
من دورة عمري
نطة… نطتان…
راحت تعدو خلف
عصارة الأيام
خلف ايام محتها
دوران أحداث
نطت بخفة ريشةٍ
ليس لها استقرار
تحملها نسمةٌ هنا
وتأخذها أخرى هناك
…..
دعني ياعم
الحق سني العمر
خذني بدولابك الى
رصيفٍ.. كنتُ الهو
“بالحجلةٍ” و”طم الخرز”
خذني الى غبار تلك الايام
المتناثر على شعري
وثوبي المهتريء
من فرك قسوة يدي
أمي على ثوبي
وشعري المنكوش
خذني لانتعل حذائي
الجديد وصدرية
المدرسة وانا اخطو
لعالمٍ جديد
الى حارات مدينتي
ورائحة التراب والرطوبة
وعفونة الزمن الآتي
وقلق أمي المتوارث
في جيناتي وشقيقاتي
خذني الى فرقعة الرعد
ومداعبة حبات المطر
لساقاي النحيلتان
أضرب الارض فرحا
بقدوم فصلٍ لم اعِ
عشقه حتى فاتت الايام
شقاوة المطر
تضرب جدران الدار
فتهتز طرباً..
ليوقظنا من عز النوم
لنجتمع في زاوية
ودعاء وتوسلاتها
“ربي الاطفال سيمرضون”
الهي ارسل لنا الشمس!!!
تقولها بتودد
نضحك ملء اشداقنا
نتهاوى فوق بعضنا
يعلو ضجيجنا
وفجأة يلاحقنا كل مايقع
تحت يدها
مكنسة.. مخدة.. او كتاب
وحتى فردة من حذاء
والدي الوحيد
..
خذني الى مرآة
الدار النصف مكسورة
لأتطلع الى نصفي الآخر
الذي تركته هناك
ومازال يدور ويدور
باحثا عن حبٍ
تسربل.. من بين
ايدينا.. وقلوب طوتها
قسوة الاقدار
ناديـــا العابـــد