أراني أروقُ لي بشَكلٍ مُريب، وتَستَهويني حتّى أصغرُ تَفاصيلي بي!
لَستُ أدري ما هِي فَلسَفَتي المُفّضلة، مَن قالَ أنّها تُجْدِ نَفعًا؛ أهَلْ ذُكِرَتْ بأُساطيرِ السّجِيّة!
حَتمًا كَلّا!
لَستُ أُدرِكُ ما نَوعُ استراتيجِيّتي التي أحبّذُها!
لَستُ مِن صِنفِ حَوّاء التي ترتَشفُ أكوابًا منَ الغُرورِ يَوميًّا؛ كَي تُثبتُ لنَفسِها أنّها كَينونةٌ وما دونَها عَدَم!
ولَستُ منَ الصِّنفِ الآخرَ، التي ينقلِبُ كَيانُها رأسًا على عَقْب؛ من سُخفِ تَصالُحِها مع ضَعفِها المُمِل!
لَستُ أدّعِ أنّي يَمامةٌ تَلتفّ بالسّلامِ مِن رِقّتي؛ ولا يروقُ لي بأنْ أكونَ مِقبرةً في داخِلي مَذْبحة؛ ألتَوِ على بِساطِيَ الأسوَد، وغُموضي القاهِر في قُعرِ الزّاويةِ الحالِكة يَنبَح!
لَستُ أُصرّحُ ببساطَةٍ تجعَلُني ألمَع، ولَستُ أُعلِنُ بتَفرّدٍ التفّ حولَ عُنُقي بَل في مِعصَمي استَقرّ!
أنا هكَذا؛ لَستُ عَشوائِيّة، ولَستُ أدّعِ شيئًا اقتَبسَهُ غَيري مِن قَبْل!
أسيرُ وكُلّما راقَت لي لُغةٌ ألهَجُها، وبَعدها تَنبجسُ مِن كُلّ رُكنٍ بي؛ كَما لَو أنّني لَم أستسيغُها أبَدَ بُرهَةٍ منَ الزّمن!
لا تستَدرِجُني حِيلُ الخِداعِ المُخبّأ!
ولا تَغويني تلويحاتُ المألوفِ؛ فإنّي أتجرّعُ بداخِلي مُغايرةً بشَكلٍ بَحْت!
تراوِدُني رَغبةٌ جامِحة بأنْ أنطَوي عَلى تَفاصيلي، وأستقِرّ في جزيرَةٍ مِن تُرّهاتهِم خاوِية.
فلا يُغويني بأنّ يمُرّني ضَجيجَهم المَعهود، ولَستُ أنتشي سُخفَهُم المَنْحوت!
لا أُجيدُ لعِبَ القِمارِ مَعَ قَدَري، فلا يُرضيني أيّ شيءٍ على رُفوفِ التّهميشِ يَسرِ، ولَستُ أهذِ كَي أخسرُ شيئًا منّي، بيَدي بكُلّ حُمقٍ أمامَ عَيْني.
لَستُ منَ النّوع الذي يَرغبُ بتَسليطِ أشعّة أضواءُ المَسرحِ عَليه، ولَستُ ممّن يجعلَ نَفسهُ هامشًا، في سطورٍ لا يَقوى عَلى السّير.
هذا نَهجي، ويَروقُ لي!
يُعجِبُني تَصالُحي مَعَ نَفسي!
لَستُ أرتَجي السّير مَع هَوجِ التّيار كالقَطيعِ المُنتَشي؛ لاستنساخٍ مَتينٍ أصبحَ كالرّوتين!
لا يُغويني حَساءُ تِرياقِ سُخفِهم، أولئِكَ القَطيع!
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية