ولدٌ صغيرٌ جمَّعا
من هذه الأرضِ الحجارةْ
تشهدُ الأيامُ غارةْ
بينَ طفلٍ حاملٍ مقلاعَهُ
ومجنَّدٍ قد راعَهُ
ولدٌ أسدْ
فتجمَّعُوا مِنْ حولِهِ
وتعاونوا في شلِّهِ
ويداً بيدْ
وضعوا يديه على حجرْ
كسروا عظامَهُ بالحجرْ
ظلَّ الحجرْ
في روحِهِ رمزاً لمنْ سرقوا البلَدْ
كانَ طفلاً موجَعَا
هدّوا على أهليهِ دارَه
لمّ الحجارةَ مزمعا
أن يرجعا
هذي من السقف الذي يحميه من وقع المطرْ
أخرى لمدفأةٍ تجمِّعُهُم بأوقاتِ السَّمرْ
جدرانِهِ، عُمدانِهِ
مِنْ كلِّ زاويةٍ حجرْ
شبَّ الولَدْ
كبُرَ الولدْ
وحجارُهُ كبُرَتْ
وصارت مدفعا
والحبلُ في مقلاعِهِ أمسى مسَدْ
يلتفّ حولَ رقابِ
مَنْ تركوهُ
مَن خذلوهُ
مَنْ سلبوهُ
حقَّ الطفلِ في دمعٍ نفَدْ
سكَبَ الدموعْ
قهراً.. أسىً.. وجعاً.. وجوعْ
قهراً بكى خذلان جيرانِ الخنوعْ
يبكي أسىً حلمَ الرجوعْ
يبكي على طه.. ينوحُ على يسوعْ
جمَعَ القُطرْ
من خدِّهِ
من روحِهِ، من وجدِهِ
من فوق أرضِ أبيهِ بلْ وأبي أبيهِ، وجدِّهِ
منذُ الخليقةِ للأبدْ
جمعَ القُطَرْ
لتفيضَ طوفاناً إلى الأقصى عبرْ
لكنَّهُ ما زال يسألُ نفسَهُ
أين المددْ؟