على خطِّ سيرِ الحُلمِ
أقفُ حاملًا حُلمَ السنينِ في كفوفٍ
من الخوفِ
كتابٌ مفتوحٌ في منتصفِ العزلةِ
يروي ما لا نهايةَ له
في طريقٍ شبهَ عارٍ من الطيوفِ
بدايةُ الطريقِ
كادت أن تشنقَ نفسها
بينَ مسارٍ لا نهايةَ له
وبينَ كتابٍ خانته الحروفُ
من أيِّ الاتجاهاتِ أمضي؟
أأَضلُّ ماضيًا دونَ وعيٍ، دونَ علمٍ
في طريقٍ لستُ أدري ما تكنُّ
في أغوارِها من ظروفٍ
إحدى الخياراتِ كانتِ القعودَ
في قارعةِ طريقٍ غامضٍ
أبكمَ مكفوفٍ
ما زلتُ أُقَلِّبُ في الكتابِ دونَ جدوى
ثم أمضي
فوقَ جمرِ الوحدةِ وفي عشِّ مُخيلتي
الخاويةِ
تدورُ أسئلةٌ بالملايينِ والألوفِ
مُدَجَّجةٌ بالوَجَسِ
والوسواسِ القهريِّ
مُشبعةٌ بالريبةِ، مُنمَّقةٌ بالأشباحِ تُرَبِّتُ فوقَ
خيباتِ الكتوفِ
أرضٌ بجمالِ الانعزالِ تقاسمتْ
وأزهارُ الربيعِ تغزو في ظهري كالسيوفِ
أسمعُ هفيفَ الغابةِ قائلًا:
ضُلِّي هنا
كي تُعيدي للمسارِ ترتيبَ الصفوفِ
هَمسُ الطُّرقِ لا مفرَّ
وناشدَني القمرُ مُعلنًا
الليلةَ
في تمامِ انهياركِ الكلّيِّ إلّا الرمق الأخير
سيغزوْكِ الخسوفُ
أقطعُ في الدقيقةِ ألفَ ميلٍ
أرى في الثانيةِ للموتِ ألفَ لونٍ
فيُمَشِّطُ أقدامي الوقوفُ
أسمعُ للحيرةِ ألفَ وترٍ تُراقِصُ الانكسارَ
تنامُ باردةً في جليدِ الرصيفِ
وتستيقظُ الأفكارُ تقرعُ
في جمجمةٍ كالدُّفوفِ
صمتُ المدى
توقّفَ الكتابُ عن البحثِ
تمَّ رصدُ تجمُّعٍ من النجومِ
المُناوبةِ حولَ ضياعِ العمرِ تطوفُ
عنوانُ الطريقِ كتابُ الهلاكِ
قائلًا:
سمعناكَ تستغيثُ وتستجيرُ؟
عجبًا كيف استطعتَ
البقاءَ! ألم تسمعْ عُواءَ الذئبِ يُرعِبُ
قطيعَ الخروفِ
ولكن
تَمَهَّلْ ولا تبتئسْ
ما أنتَ إلّا ضيفٌ بينَ
طريقينِ إحداهما
موتٌ مؤكَّدٌ
وأخرى
دليلٌ
إلى صرحِ المعالي
فألفَ مرحبٍ بالمضيفِ
وبالضيوفِ