أمشي بخطىً راقصة لم يبق من شبابها إلا القليل ..
يملأني إيمانٌ بالنسيان أكثر من الذاكرة….
رياح تكنس ما تبقى من ذكريات وأحلام قاحلة ..
العالم كله يئن تحت جبروت وسطوة الأيام ..
ليس بمقدور الذكاء ولا الصمود أن يهزم القهر أو أن يهزم شعورك بالوحدة وسط جموع من البشر . بدا الصمت كما الهواء نتنفسه ، نُهدي أيامنا للفراغ و نحارب بقلم نفرغ ما فيه من رصاص حي على أوراق صفراء تتأهب للسقوط . نكتب ماضيا قاحلا ، ونقرأ تاريخاً مغطىً ببحار من الدموع والخيبات ونحصي انكسارات وخذلان آلاف الشهداء وندمل جراح أبطال لم تخلدهم بطولاتهم بل خلدهم الموت والغياب.
في مخاضٍ عسير لميلادٍ لم يحن موعده بعد نترقب بأرقٍ نقضي الليالي ساهرين ، حتى النوم لم يعد بتلك الوداعة ..
غادرنا هارباً من شح أقفاص الحلم.
أعصر آخر قطرة من النعاس ليكون لقائي مع تلك الكوابس المشؤومة متأخرا ، ثم ينتهي عند الفجر بصرخة رعب ، استيقظ بقلبٍ لاهثٍ كشبح هارب من مقبرة يغمره شيءٌ شبيه بالسعادة لأنني ما زلت هنا مع نورٍ أصفر سرمدي كشمس تحتضر.. يشع منها الخذلان تتفتح أزهارا كئيبة ادخرت آخر أحلامها ليزورها في يقظةٍ جللها الخدر..