احساس عميق وذائب في الوجدان، ينتابني عندما أقبل على البياض، عندما امسك بالقلم وافكر في تنزيل الفكرة الراتعة في حقول الذهن، لنص شعرا كان أم قصة. الأمر ليس كمقالة سياسية يتطلبها تدارك الأحداث على مشهد الوطن الجريح، إنما اختمار فكرة في الخيال تروم قنص الوجود ووضعه في قفص متين، انتزاع معطيات الفكر وأحاسيس الوجدان من لبلاب العادة و تشبكات الايام، فكرة سارحة ارومها منزلة في أحسن مايرضي البال من تراكيب كتابة ومن فيض تعابير، في يومي أمس اكون عائما بين العمل والانبثاق حينا لاعبث بالكلمات في ذهني كطفل يلعب بالعوبته أو كشيخ يحرك مسبحته، وفي يوم اليوم اصنف تلك التراكيب في افضلهن أن يكتبن ومن منهن يستبعد وايهن دخيلات على الذهن من واقع تشابك الرؤى عندي وربما عند فرد في سوداني الحبيب حيث الشفاهة القاتلة ترتع وتقطع أجزاء الكلام وتحشر هذا كملابس كثيرة في حقيبة ذهن شاب مسكين انهكته الصداقات التي لم يستطع اغلب أفرادها ايفاءها لنقص في المال والوقت والفكرة واضطراب في الروح، أو ربما تغيير في الشخصية لما يبعد عن الاجتماعي من اقفاص الفكر والهوس الماكرة.
أعود لكتابتي الماجنة. ربما يأتين كفتاة احلام تأتي لي في مناماتي، كما أسمتها العبقرية الفطرية البسيطة في بلادي،(بت ابليس). يأتين ويذهبن تلك الكلمات كانما تشردهن نسمات شتاء سوداني الحبيب الذي يدخل العظم، فتصبحن كامراة تلفح توبها عند سماعها الصرخات في الحلة، كلماتي احتفظ ببعضهن أكثر قربا كالأطفال المدللين واناجي غيرهن أن يقترب رغم حداثة عهدهن معي كامراة غاضبة في شهر عسلها، تصبح الكلمات يانعات وانا احاورهن في فكري حتى ينضجن واجد انفلاج الروح وغيابها من الكدر وبعدها من المجموع البشري وقربها للكي بورد فيكون خروج النص مثل نصي هذا المثل أمامكم طيعا مقروءا بإذن الله.
