تعارفْنا في الزرقاء المدينة الوادعة الصباحية ذات الفرح القليل وسط الأحزان لم تكن البشاشةُ تغادر مُحيّاكَ لذا سيكون فقدُكَ موجعًا أيها المحمد الشريف السوداني الطيب والسودان إذا ذُكِرتْ ذكرْنا الطيبة التي أكّدتَ عليها وشدّدتَ (من شديد) بتعبير أهليْكَ وأهليْنا في أقصى الجنوب الإفريقي العربيّ ويا محمد الذي تبادرُ بالألفة لو نعرفُ ما يخبئه هذا الموت اللدود أمسِ فقط لمحتُ إعجابك على صفحتي بصدور عددٍ جديدٍ من فنار في دوامة صاحبة الجلالة التي سفحنا بها عمرًا فرحتُ وكان الوقتُ متأخرًا فقلتُ أرجِئ المحادثة ليفاجئُني خبرُ الرحيل وما أكثر الأخبار هذه الأيام وما أكثر الكذب فكن في عدادِهِ مرةً يا رجل!
يكتب صديقنا الشاعر جميل أبو صبيح الخبر وكان يعاملنا في مهرجان الزرقاء الشعري الأول خريف العام 2015 كأبناء بارّين به ومشاكسين ربما نحن القادمين من جراح الأرض العربية من الأجيال كلها: حسن طلب وهالة فهمي (مصر) وبوزيان حجوط (المغرب) وسوسن دهنيم (البحرين) وبسام علواني وأنا (سورية) وآمنة نوري ومحمد الشريف (السودان) أي أنت ولفيف عظيم من شعراء فلسطين والأردن والعراق كان من بينهم الشاعر العربي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد لكنه رحل في اليوم الثاني من المهرجان فحزنّا وواصلنا نُهدي إلى روحهِ المهرجان وكان الشاعر غازي الذيبة كعادته يقود السيارة على غير هُدىً مُستهديًا بروح الشعر العارفة المتجليّة فكانت تلك الأيام مهرجانًا غير الذي أعدّتْهُ بلديةُ الزرقاء وعمدتُها المهندس القائد الفذّ عماد المومني ولا أدري لماذا ضحكنا سوية وتذكّرنا الثائر الأممي تشي غيفارا حين جاء “العُمدة” بالنارجيلة إلى أحد اللقاءات ليهشّم قشرة الفجاجة الرسمية..
رحلت باكرًا أخي وصديقي محمد فاقبلْ ثرثرتنا الهشّة هذه ودعاءنا لك لقد فقدتْكَ كتيبتُنا المقاتلة على ضفاف البحر الميت وسوف نقاتل في هذه الحياة حتى آخر كلمة وحرف
رحمك الله.
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية