الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عالية ،كولكاتا – الهند
هل أبحث عن حبي في أرض الأحلام الضائعة، أم في أرض الحقيقة؟ أنا على مفترق الطرق، لا أدري إلى أين أنا ذاهب.. أمشي حيث تأخذني أقدامي، ولا أعرف إلى أين أنا ذاهب.. أتوجه إلى درب ثم أنصرف إلى جهة أخرى، والدرب الذي جاء معي قبل أن بدأت أحبو على الأرض، ولكن عندما أقف.. أقدامي تضيع الطريق.
أنا في الطريق، ولا أعرف إلي اين يقودني الطريق، عندما تعلمت كيف أمشي.. بدأت أمشي.. أصير ولا أعرف في أية جهة أمشي.. ولكن أمشي..أمشي متواترا. ولا تقف أقدامي.. وهل يكون الإنسان يمشي حقا إذا لم يمش صوب ذاته.. شطر وجهه، أم أنه يكون يدور في الحلقة المفرغة، دورة العود الأبدي..؟
الصمت طريقي إلى ذاتي.. لكن ماذا.. لو كانت الذات تصرخ جائعة للحب..الحب المجنون طريق إلى الحكمة، لكن لا حكمة توصل إلى جنون الحب.. يقودني الحب إلى الجنون.. أليس من حكمتي أن يقودني الحب إلى الجنون، وسوف يصلني هذا الجنون إلى صليب الحب.
ولا أرمي أثقالي على كاهل المغاور، لأن حبي هي حقيقة عظمى تزحزح الجبال، وها أنا صاعد هذا الجبل لأمحوها، والأرض الجميلة ستنسى خطيئتي، الإثم الأعظم الذي ارتكبته بحق حبي باسم الحب..
صاعد أنا وحدي.. وهل يصعد الإنسان وحيدا..؟ صاعد وحدي.. تنزل مني أكفاني، وتتساقط عني أوراق الحياة.. فاعطني أيها الحب…النسيان الجميل بين راحتي، واعطني أيها الحب سكينة الموت..لأن الموت الذي يفاجئ حياة الإنسان، إنما هو دعوة إلى حياة جديدة.
فقد سبقني الحب الذي دهسته تحت قدمي.. والآن أرتفع إلى السماء.. فسامحيني أيتها السماء.. ما عرفت أنني إنما دست روحك، وبرجلي اللتين مشيت بهما فوق الماء، أطفأت شعلتك..
وأنا أقطع السموات السبع، وأنا صاعد لأمسح خطيئتي.. تطلع من نار توبتي.. قد سقط آدم لأنه أكل الثمرة المحرمة. وأنا أسقط لأني لم آكلها.. سقط آدم وكانت معه حواء.. وأنا أسقط لأن ليست لي حواء.
أنا ذاهب الآن إلى أرض الأموات. وما الموت..؟ الموت رحلة من ذواتنا إلى ذاتنا العميقة.. والرحلة التي يأخذنا من ذواتنا الظاهرة إلى ذاتنا العميقة هي رحلة حياة.. ولا هو الموت.. والموت الذي يجعلنا فريدا هو الحياة.
ولا شيء أسمى من الحقيقة إلا الحياة التي تسمو بهذه الحقيقة، والحقيقة هي شمس الليل الغافية، والحقيقة هي الأسرار بين شفتي الأزمنة، وكل حقيقة ترفض الحياة ليست الحقيقة. هذه هي الحياة التي وصلت إلى أرقى أشكالها، التي بلغت أعلى مراميها.. الحياة التي حققت كل حق وخير وجمال. والحقيقة تحب أن ترتاح أيضا من البحث عن ذاتها.. وفي الحب نجد سكينتها العميقة. ولا نجد الحب إلا في أرض الأحلام.