في الذكرى الثامنة من السقوط
كنت أعلم أن الوطن على مشارف الهاوية ،
وضعت يدي على قلبي خائفاً ،
ومترقباً شهقة السقوط ،
غلبني النوم ، فنمتُ سبع سنوات عجاف ،
لم اصحو من كبوتي إلا نصف يوم وليلة واحدة ،
اليوم ، وعلى بُعد شارعين من القيامة
سمعت إنفجار عنيف ، ظننته الانفجار العظيم ،
او كما يبدو كصوت انفجار سقط على إثره كوكب عملاق إلى الأرض ،
قفزت من على فراشي فزعاً ،
وبسرعة برقٍ خاطف ،
فتحت عيناي على مهل ،
مُحدّقاّ في الحلكة الموحشِة ،
لم ارى شيئاً من حولي ،
ولم أتذكر من أمري شيئاً ،
ولا أعلم ما إذا كانت تلك الصرخة ،
هي شهقة الوطن الأخيرة ،
أو أنه الوطن قد سقط بالفعل إلى قعر الجحيم ،
كل ما في الأمر أنني لا أدري ماذا حدث بالفعل ،
ولكني سمعت عويل الرجال يتباكون كالنائحات على وطنٍ لا يستحقونه .
جمال العامري