في الماضي والواقع:
لم تـرَ له تفاعلاً واضحاً أمام الناس جميعاً مع نساء عالمات في مدينته!
فلزمتْ الصمت؛ لأنها تفهمه!
فالمجتمع والزوجة والأبناء في الواقع (المتخلف عن الدين) لا يتقبلون علاقات محترمة (ظاهرة أمام الجميع) مهنية وعلميّة بين الرجل والمرأة أبداً.
مع أن الرسول القدوة لهم فعل ذلك.
فقد كان يدعم الخنساء والعجوز وصديقات خديجة بعيد وفاتها على مسمع وبصر الجميع و و و
لكنه كان يريد تلك المرأة في مدينته دائماً أن تدعم حساباته في مواقع التواصل وفي العمل وفي العلم وفي المناسبات المختلفة، لكنه لا يُبادلها ذلك!
بل يريدها أن تعتذر عن تجاوز أو جريمة لم تفعلهما قط احتقاراً وانعكاساً لآخرين من عِصابته لا عُصْبته!
هل غروره وأنانيته أبعداه عن رؤية الحق ودعمه النساء المستحقات في كل التخصصات في المدينة!
أين دوره تجاه المرأة ؟
هل كان يرفض قبول وجود امرأة تتفوق عليه في عِلْم أو تخصص أو صفة؟
وكيف تنصحه تلك المرأة، وهو يرى نفسه في الأعلى دائماً، ويَنتَقِص متعمداً من شأنها أمام العالم بتجاهلها وتجاهل حقوقها مرة، ثم بالغمز في سمعتها أمام الآخرين ومعهم معاً مرة أخرى، ثم لا يعطِيها حقاً حقيقياً ملموساً من موقع عمله وواجبه الديني والإنساني والمهني على مرأى العالم مرة ثالثة !
إنه لا يسمع إلا صوته وحقوقه، وبطريقته فقط التي يراها تناسبه تجاههما.
لكن في المقابل كان في الخفاء يسمع صوتها الذي يحبه مع نفسه، ويسمع حروفها التي يعشقها مع نفسه، ويسمع جانبها الأنثوي الذي يريده بعيداً عن العيون والأسماع معاً!
إنه يريد أن يستمتع منها بما يفتقده في زوجته من غير حياء ولا رادع ولا علاقة شرعية تجمعهما أمام الله والناس.
يريد أن يحل مشكلتها بعد أن تستعطفه، فتذل نفسها له، ثم يهب لمساندتها في الظل أيضا من دون أن يساعد في أن يَصدرَ قراراً أمام مرأى العيون يُخرس الألسنة عن سمعتها ورحلة كفاحها بعد أن عبث المعتدون في واقعها ورحلتها!
لم يستطع فهم كرامتها !
لماذا؟
أين الخلل؟
بحث عن زلاتها البشرية وعاد معهم إلى تشويه سمعتها معهم!
فعاد إلى تلويث سمعتها.
تواصلوا مع محاميها ورشوه ووجّهوه، فلم يرفع المحامي أدلتها ومستنداتها، فقد اخترقوا أجهزتها ظلماً وتجاوزاً واستغلالاً لنفوذهم الوظيفي.
أرسلوا لها ذكوراً؛ كي ترتبط بهم، فتتزوج مسياراً بأحد الذكور مرة، أو زواجاً شرعياً من ذكر لا تريده مرة أخرى، أو ترتبط بصداقة هاتفية مع أحدهم مرة ثالثة! فرفضتْ هي تحديداً.
ربما أرادوا تشويهاً جديداً لسمعتها من وراء ذلك.
أرادوا إبعادها عن البلد، فيُقال هربت بجرائمها مثلما فعلوا مع أخريات قبلها! ففشلوا معها هي تحديداً.
أرادوا أن تكون بروفيسورة من غير خطاب رسمي! فرفضت وفشلوا معها تحديداً.
ومرة أخرى أرادوا وضعها في أعمال تجسسية، لكنها رفضت وأبت إلا إحقاقَ حقوقها! فخابوا معها تحديداً.
لقد جرّبوا كل شيء من ألاعيبهم؛ لأنهم لم يقروا بعبقريتها قط! فهي مجرد أنثى فقط!
لم يسألوها بأدب عمّا تريده إلى الآن مع أنها المظلومة.
كفاكم كفاكم كفاكم
احترموا شخصيتها
احترموا رحلة كفاحها
احترموا حقوقها الكثيرة التي ضاعتْ قبل أكثر من خمسة عشر عاماً في مدينتها؛ بسبب بعضكم وبسبب استغلال النفوذ الوظيفي
احترموا ذكاءها
كفاكم كذباً وأقنعةً وحِيلاً
في المستقبل: !
ماتتْ، وهو لم يزاول رجولته الحقيقية معها قط؛ كي لا تتجاوز إلى الخطأ من جديد مثلما يود من جانبه !
وماتتْ وهي تحاول أن تعيش بكرامة من غير فائدة!
فيعود الذكوري لاستغلالها بطرق جديدة في كل مرة وأساليب جديدة، ويستدرجها لمواقف كثيرة مستغلاً مطالبتها بحقوقها!
هل كان ثعلباً ذكورياً في هيئة رجل متخصص من التخصصات اللا …. نهائية ؟
ذهب لدفنها – بعد أن مرضتْ؛ بسببهم، وبسبب مكرهم ومكائدهم المستمرين، فلم يدافع عنها أحد قط!
ثم قدّم واجب العزاء في الظل أيضا!
وتستمر معاناة المرأة الصالحة الواضحة في المجتمع عندما لا يملك الرجل الشجاعة والنبل بجعلها تتبوأ المكان المناسب، ومن دون أن يدافع عن المكائد التي يضعها في طريقها الذكوري والحسود من الجنسين وأنواعهما.
لابد أن يكون الحل سريعاً قبل تقديم ألاعيب جديدة وقبل تعقيدات خبيثة وقبل تدخلات من شخصيات أكثر حرصاً على المال وأكثر مرضاً وأكثر خُبثاً !
فمتى تؤوب إلى الرشد مثلما دافع الرسول صلى الله عليه وسلم عن المرأة في مواقف واضحة أمام الجميع شجاعةً ونُبلاً بأبي وأمي هو !
عليك أن تؤمن بحريتها وباختياراتها وبذكائها وبحدسها وفهمها وولائها للعلم؛ كي لا تموت تلك المرأة تحديداً مرة أخرى.
**************
قصة قصيرة من الواقع ولكنها (خيالية)
أما الجانب المستقبلي فيها فمِن الممكن تغييره من الرجال الحقيقيين النادرين فقط.