تخور قواي في حضرةِ غيابكِ أيّتها السلطانة، أشعر بخواءٍ كبير في ذاكرتي، أشبه بانتزاعِ خنجرٍ كان مغروساً في جمجمة منذُ آلاف السنين، أنا ضعيف منذُ غروب وجهكِ الجميل عن أنظاري، أيضاً أشعر وكأنني عارياً أمام الملأ، أنا عاري الكساء يا ثوبي المرهف.
أتدركين معنى أن ينخر الشوق في قلبي كجرثومةِ مُزمنة!
لقد سمعتُ قبل لحظات أنين لأحد أضلعي، أحسستُ برجفةٍ عميقةٍ في كامل عظامي، الدموع أكلتْ مقلتي، شهقاتُ الإحتضار أرهقتْ تفاحةُ آدم في عنقي، التجاعيد تخوض تقدماً كاسحاً في جلدي، الشيب يُمارس وضوحه وبسرعةٍ هائلة…
ما كُل هذا يا ريحانتي؟
أنا في غيابكِ٫ كسجينٍ أشتعل به السجن ولم يدركه أحد..
كشخصٍ سيق إلى المقصلة وظل حبل المشنقة يتأرجح به مُتعذباً بين الحياة والموت..
أين أنتِ؟ لقد فعل بي غيابكِ مالم يفعله هتلر النازي باليهود!.
أنا أحترق…
لا تُطيلي البُعاد، فثمة شاعر هنا يذبل في مزهرية الشوق، يذبل كنبتةِ النعناع الرقيقة في صيف الصحراء، لا أحتمل ساعتين ونصف من غيابكِ، أنتِ ساقيتي ومائي، مطري وسحابتي وقطراتُ نداي..
لا تلوموني يا أبناء آدم وحواء، لا تستغربوا هذا الضعف الذي لم تعتادوه يوماً قط يبدو واضحاً علي…
إنني ضعيف للحد الذي لا أستطيع إلتقاط أنفاسي، مُتهالك، مُرهق، كُل من ينظر لي يعقد حاجبية شفقة علي…
لا تلوموني، لا تسألوا الورد لماذا ذبل، اسألوا الساقي ماذا فعل!
اسألوا الساقي لماذا تأخر في صب الماء؟ اسألوا الساقي أين كان عندما ذبلتْ مزهريته؟ ألم يدرك أنّ الزهر يحتاج عنايته!
اسألوا ساقية قلبي لماذا أهملتْه وتركته يضمر في ظمئ الشوق، تركته يذبل في عطش الحنين، تركته ينزف ولم تسعفه باحتضانةِ دافئة..
أخبروها أنّ صدى الفقد يقضمُ قلبي من حشاه..
أخبروها أنني مُتُّ عطشاً٫ ومائي بين شفتيها..
شارك هذا الموضhttps://web.facebook.com/afaqhorra/aboutوع:https://www.pinterest.com/?autologin=true