ذهبت اليوم في نزهة مع عائلتي إلى إحدى الحدائق الترفيهية، وليتني لم أذهب!
في بادئ الأمر شعرت بالسعادة تراود الحزن ليغادر عني، كان كل شيء يسير بشكل جيد.
حدث ذلك قبل أن أرى تلك المرأة تصرخ في طفل من الفئة المهمشة قائلة له: كيف تتجرأ على ضرب سيدك “طفلها” وأنت مجرد خادم، ومعفن؟!
والذي زاد الأمر سوءً زوجها الذي قام بدفع الطفل، ما جعله يسقط أرضًا!
فهل كان من العدل أن أقف متفرجة وصامتة كبقية الحاضرين من المارة؟!
لا أبقاني الله على قيد العافية، إن فعلت ذلك.
ركضت نحوهم، أقمت الطفل وضممته إلى صدري، وصرختُ غاضبة في وجوههم وفي وجوه كل المتفرجين، قائلة: عقولكم وقلوبكم هي من أصابها العفن، ضمائركم الميتة من أصابها العفن.
وقبل أن أكمل كلماتي فوجئت بوالد الطفل المهمش وهو يقول: الحقُّ لهم.!
ثم اعتذر إلى المرأة وزوجها على ما بدر من طفله وأخذه ورحل.
حينها شعرت بوخز في قلبي، بألم يغتالني كلي، فما كان مني إلا اعتناق الصمت، والرحيل إلى منزلي قبل الجميع.
تحتقرون الناس، وتحسبون الله غافلا عنكم.!
من المؤسف والمخزي في آن واحد أن يظن البعض منا أنه إنسان، بينما هو حيوان وشيطان لا أكثر.