لم تكن الكتابة قميصي المهفهف..
ولا سيرتي الغائبة عن الورق ولا لهفتي لابتداع القصص.
لم أتآلف مع طباعي الخجولة ولم تثرني الأهازيج المتحلقة حولها..
لا أكتب عن قضايا الإنسان والأوطان وحقوق المرأة والفقراء ولا الثورات والغابات المحروقة، ولا عن صراخ المياه في جوف الأرض، ولا عن حرية الأفاعي في خلع جلدها، ولا عن ترتيب الأبحدية في الكلام .
لست نبية أنتظر وحيا يصبّ علي الحكمة، ولا شهيدة تزف الى المقبرة بالهتافات.
ولا فرمانا يُقرأ في مجالس السلاطين ولا جارية تبكي وحشتها في الغرف الباردة.
لم أكن أعاني نوبات الصرع ولا لهاثا يزفر في حنجرتي،
سوى العوارض العادية لحساسية المواسم.
الكتابة ليست إلا المنافذ التي أخذتني الى حلقات الرقص وجرّت يديّ للأساور.
آنستني في أرض ليست لي..
حيث تنبت الوحشة كالشتول في أرضها الخصبة
لا أكتب الشعر ولا النثر ..
ولا الحب،ولا الموت، ولا الولادة، ولا العبادة، ولا الأناشيد والمزامير والآيات…
اكتب لئلا أفقد ذاكرتي
لئلا يغلبني الأرق
ولكي لا أبكي كثيرا..وأفتح بابا على الشمس
لأقول صباح الخير.