يا الله كم أنا مفتون بحبها وكأنَّ الله خلقني لأحبها فقط.. من غيرها أمي اليمن فهي إنتمائي الأبدي منذ الأزل
إن قلت أحبها فقط فقد كذبت بل أقدسها فهي مقدسة لدي فلقد أحببتها حتى القداسة هل تعرف معنى القداسة يا ولدي أي لولا الخوف من بارئنا وخالقنا لجعلناها آلهةً تعبد ولكنتُ أول من سجد فهي مقدسة لدي لقداسة دماء شهدائها
وبينما كنتُ منغمساً في الكتابة مازجاً مشاعري بين الحب والقداسة والاحساس بالوطنية راودتني اسئلةٌ عجيبة
هل كل من ينتمون لهذه الارض يشعرون بنفس أحاسيسي ويحبون حتى القداسة؟!
أم أنه إحساس عابر سرعان ما ينقضي بنقضاء العامل المؤثر والمولد لهذه الأحاسيس
وماذا إن كان الكل يقدسها؟
إذاً من أين جاء كل الباعة والخونة؟ او بالأحرى والأجدر أن نقول من يصنع الباعة والخون هل الفقر والظلم من يصنعهم؟ أم التهميش والجهل والجشع والطمع؟
وكيف لمثل هذه الأشياء أن تصنع من قديس حب خائن لذات الوطن الذي يقدسه؟
فالحب والخيانة لا يجتمعان بقلب واحد
أجزم وأقول أن كل من خان الوطن لن تجد في قلبه مثقال ذرةً من حب تجاه هذا الوطن وإلا لما سولت له نفسه خيانة الوطن
فالخيانة أعظم جريمة قد عرفتها الشعوب على مر التاريخ
فالخيانة تكشف حقيقة وضاعة صاحبها وتعكس أعلى مراتب الدناءة والسقوط الأخلاقي وفقدان الشرف
فمن المحال أن يكون خائن الوطن يشعر بنفس أحاسيسي الوطنية وبحب حتى القداسة تجاه الوطن
حتى وإن حب فلربما إحساس عابر امتزج بطيفٍ من الجوع وانتهى بذهاب الجوع
إلى خونة الاوطان الذين أعمى الجشع والطمع أبصارهم وبصائرهم وصاروا يتآمرون مع أعداء الوطن اعلمو أنَّ الدول لا تسقط إلا بالخيانة فقد كان هتلر ونابليون يستعينان بالخونة والمرتزقة ثم رموهم بل احتقروهم وقتلوهم لأن خائن الوطن لا يستحق الحياة
فقد سُئل (هتلر) قبل وفاته من أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك
أجاب (احقر الناس الذين قابلتهم في حياتي هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال اوطانهم).