لستُ طالب إعلام،ب
أنا محضُ خبرٍ عاجل لدهسة ثغر
أو غمزة عين،
أو نشرة إخبارية حزينة تشعرين بالوجع
وأنت تقرأين خرابي…
لستُ طالب إعلام،
أنا مشروع تطبيقي تمارسينه كأول تدريب تلفزيوني
تسردين خلاله أحوال حرائقي،
تتحدثين عن رمادي على الهواء مباشرة،
تبدو الرؤية ضبابية،
يتذمّر المُشاهِدون لأن الصورة مشوّشة،
وليس بإمكاني أن أمنع الريح وهي تذروني
أمام عدسات التصوير…
لستُ طالب إعلام،
أنا اجتماعٌ رئاسيٌ فاره في بلدٍ ينخره الفساد،
أنا مسؤولٌ ينهب نفطكِ وغازكِ باسم الحب،
أنا مؤسسة تمارس السمسرة بعيدًا عن المكشوف،
أنا قرارٌ رئاسيٌ غير موفق
ولا إعلام يشرح قسوتي وبغائي…
لستُ طالب إعلام،
أنا هيئةُ غرام في وهمٍ من عواجل الأخبار،
وبنكٌ أفلس قبل أن يُقرضكِ قُبلتين وعناق،
وشهيدٌ انفجر به لغم جمالكِ في ساحة ضيقة من خدكِ الأيسر،
هناك حيث شامة رابضة مثل نقطة على شاشة رادار…
حبيبتي،
أعدكِ أن تقرأيني ذات يوم في شريطٍ إخباريٍ عاجل،
سأستمع لطريقتكِ وأنتِ تنطقين خبر اغتيالي،
حينها سأندب حظي إذ يمر اسمي على شفتيكِ الطائشتين،
وأنهض من مقتلي على مسرح الجريمة
في شارع الفاجعة،
لدي قُبلة أخيرة أود أن أدسها في فمكِ قبل
أن يشيعوني بموكبٍ رومانسي،
تلك طريقتي الوحيدة لأموت موتة باسلة في سبيل حبك،
فلا تبخلي علي وشيّعيني بالطريقة التي أحبها
إلى مثواي الأخير.