لست
لست سنارة ولا شص صياد عجوز
يضرب البحر قاربه وتتحرش به الأسماك
وهو يعلك الوقت
ويدعك أنفه المحمر
وعيناه تضيقان
كفوهة تطبق علي عنق الضوء
لست صعلوكا ولا حارس بناية غادرها ساكنوها
لست مؤهلا لما يفعله البشر العاديون
الذين يطبخون الزحام وعرق الآباط والنسوة
المسرعات من مطاردة اللاشيء
الذي يلفنا جميعا
وانا ﻻ زلت أتشبث ببقايا بيت شعر
وحروف متكسرة وليل صفيق كشح بهبة ريح
ساق حسناء مثلي وحيدة
وانا انسلخ من ذاتي
كثعبان عجوز
وأنا أرتدي أقنعتي الشفافة
حيث البثور والأوردة النافرة
والفتاة التي جزعت وأنا أتحشرج
في استعادة روحي
من نوبة سعال
آه يا صغيرتي
ربما كانت جدتك فتاتي التي غادرتني علي الشاطئ
او التي خطت بدمها الخطاب في محاولة انتحار فاشلة
أو التي سخرت من قصيدتي وتأبطت ذراع أخضر
العينين
لتدهسه عربة في موت عشوائي
هكذا عشت علي الأرصفة
دون أن أنزل نهر الشارع
وألوح للقادمين والمسافرين
أعشق الجنازات
واشد علي يد المشيعين
الذين يعزونني في نفسي
نفسي التي نسيتها بجوار
إشارة مرور معطلة