يبدو أن المواجهة ازدادت حدتها بين فريقنا وفريق الحي الجنوبي؛ كانت مباراة غير عادية، وحماس غير عادي، صراخ اللاعبين الجنوني أيضا، كنتُ أملك الكرة..أحسستُ نفسي بأني اختنق …دقات قلبي تتسارع ..الجميع ينظرون إلي ..كنتُ أكبر الأطفال ؛ أي اللاعبين !..كان مشجعو فريق حييِ واقفون ينظرون إلي..راوغتُ أكثر من واحد من فريق الخصم!.. وحينما هممتُ بتسديد الكرة نحو المرمى…لم أجد الحارس!..هرب…ترك مرماه فارغاً..هرب فجأة ..ناديته …تعال! المباراة لم تنتهي بعد..التفتُ..فلم أجد اللاعبين أيضا، لا من فريق الخصم ، ولا من فريقي!.. صرختُ بأعلى صوتي المباراة لم تنتهي بعد..فجاءني صوت طفل مرعوب من بعيد..ألم تسمع صوت الرصاص ؟….رصاص…رصاص … وقال آخر بصوت لاهث : تورنياك رمى شخصا بالرصاص …شخص بريئ .. قيل اسمه سي محمود!.. أسرعتُ الى البيت ، وأخبرتُ والدي ، فغضب وترحم على سي محمود والدموع تكاد تخنقه ، وقال بأن المعمر النذّل تورنياك ربما كشف بأن سي محمود كان يتصل بالثوار في المناطق المجاورة !..رماه حتى بدون أن يسمح للدرك الفرنسي بأن يحققوا معه!…
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية