آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
ماءا لو هجرنا جميعا هذا الوطن ، وتركناه ينعم بذكرى ماض بعيد يزهو به ، فقد دمرنا هذا الوطن كلنا ، فأيدنا تمتد كي تأخذ وعدمت الأيدي المعطاءة بل غلت أيدي هذا الشعب كي تمشي في طريق التقدم ..
لكن تعالوا نتخيل أننا هجرنا هذا الوطن ، وتشردنا في أصقاع المعمورة شذرا مذرا .
لكن بعد أعوام اجتمعت الأمم المتحدة وأقرت قرارا يحق لأي إنسان العودة للوطن ..أنا لن أعود بالتأكيد .
ولكن من المؤكد أن الطبقة السياسية جميعها ستعود ، وحتى المعارضة ستعود ، فهذا الكيان الجرثومي السياسي هو أول من يعود وبأول طائرة أو سفينة ، وحتى مشيا ، او حبوا …لئن هذه الطبقة لا تجيد أي عمل في الحياة غير قيادة شعب منكس الرأس ويصفق لجلاده ..
وطبعا أقصد مجلس الرئاسة والوزراء ومجلس النواب فهم لا يجيدون حتى عمل نواب نحل ..دعك من وزير التربية الذي لا شأن له بالتربية والتعليم فخاله سوف يستأجر طائرة خاصة ، فالعالم أجمع لم يجد له وظيفة تناسب سخافته ..الدفعة الثالثة المحافظين ، فلا يجيدون مقاما لهم بين سكنى هذا العالم …وأما القادة العسكرين فسوف يدهسون كل الركاب على سلم الطائرة الأولى ، فالعالم أجمع لم يشغلهم ولو على بوابات المراقص ..ومن بعدهم عتوالة الأراضي الذين بسطوا على كل شبر في هذا الوطن ، وهم تحت مسميات شتى ( قادة وطن ومشائخ وطن وثوار وطن وووو)
وآخر دفعة سوف تعود ولو هربا هي طبقة المخزنين حتى الصباح ولا ينظرون ماذا يوجد في مطابخ بيوتهم ، ولا دخل لهم حتى بأطفالهم المرضى الذين يمرضون في النهار ، فساعتهم البيولوجية مبرمجة العمل في الليل .
أما نحن الذين لن نعود ، فسوف نصاب بحالة التزام إخلاقي ، وسوف نحمل قرطاس العلكة مسافة الكليو حتى نرمية في وعاء الزبالة ، وسوف نمشي مسافة طويلة ، وسوف نتحرر من السفر إلى الهند ومصر والأردن ، فلم يعد المريض يسافر لبلد آخر للعلاج فالعالم عالج هذه المعضلة منذ زمن بعيد ..وسوف ننسى ذاكرة الحرب والثأر والقتل على جدار بيت أو شجرة غير مثمرة ، أو أرضية يمتلكها أكثر من عشرة وبوثائق رسمية ..
وسوف ننسى مرادفات بذيئة مثل : شيخ وقائد وزعيم ومن المنطقة الفلانية وسوف نذاب و نسلم على من نقابلهم دون السؤال عن السجل السلالي والمناطقي ..
وسوف نتعلم الحوار ونغير كل تلك الثقافة المحنطة التي اوصلت الوطن إلى ثكنة عسكرية ومقبرة ليس لها بداية ولا نهاية وحقد أسود أكبر الثقب الأسود .
