غاص ورمادي وبارد ..
وصامد أيضا ..
الغيوم البرتقالية المائلة للصفرة قليلا..
لم تذرف نقطة واحدة حتى اللحظة ..
ليس لانها استنفذت مخزونها ليلة أمس ..
البشر يشقون الطرقات بوجوه محنطة وعينين شاردتين
والغيمات تأبى أن تنعش ذاكرتهم لألا ينهمروا ويسبقونها ..
أعرف ان الغيم يحب الهطول دون ان ينافسه أحد ..
وحين يميل الرمادي إلى الزرقة وينبعث منه شعاع ذهبي ضئيل كالأمل ..
قد يخرج رجل يده من جيبه الذي لا أثاث فيه ..
ويلوح من بعيد لانقاض بيته المفروش..
وفي سره يتحاشى أن يقول :إن الجيوب المفروشة وحدها لا تلتفت للأنقاض ..
وقد تنظر امرأة لأعلى فتظهر تحت الضوء هالات التعب حول عينيها ..
فيعرف الكل أن (الفونديشن)والكحل فاشلين جدا في التمويه ..
وهي أيضا ستتحاشى القول في سرها ..
إن البكاء الطويل وقصر النوم لن يعيدوا لها سندا غائبا ..
وستهرب أيضا من فكرة انها وحيدة مع صباها في لجج الخوف..
وحدهم الأطفال ..
ينظرون الى السماء حينها ويمتصون شعاعها الذهبي بكل صفائه
ويبتسمون ملء ماهم بريئون من دم السلام ..
فيقول عجوز جميل بأعلى صوته ..
احضنوهم جيدا ..
وحاذروا أن يصير ذهبي الشعاع اسود مائل للحمرة
ابقوه ذهبيا ..
فوحدهم الأطفال سيغسلون صفحةالسلام الحمراء
ويصير وجهه والياسمين واحد