–
أهرب منك
فلا أستطيع
فأعود أهرب
منك إليك
أتوسد خوفي
منك
ويشربني خوفي
عليك
وحيدة ألبس معطف
الأيام
أطوف شوارعك
الحزينة
شارعا شارعا
أفتح الأبواب
جميعها
ثم أعود فأغلقها
جميعها
محكوم هو قلبي
بالنوافذ الهاربة
من تحت العتبات
الموغلة في صمتها
السديمي الساكن
أرسم لك في المدينة
وجه قمر
يسافر في مجراته
البعيدة
خارج كوكب الأرض
يطوف العالم
والقارات
عاشقا ومعشوقا
يسكب مطر البهجة
فوق سماء المدينة
فيُخرج من قلب الحجر
وردة أخيرة
لربيع العمر القادم
حيث يزهر الربيع
أحلام مدينة خضراء
تنام في عين الشمس
– ٢ –
أحاول أن أهرب منك
فلا أستطيع
فأعود أهرب منك إليك
غيمة أسبح
في سمائك الموعودة
بالمطر
عيني سحابة
وعيني الأخرى نصف
نهارٍ
على جدار الحزن
أعلق ثياب صمتك
وأدعوك للكلام
فربما كان
لبعض الكلمات عزاء
فوق أرصفة عارية من
الحب
وفي زحمة الوجوه
المزيفة
والابتسامات المزيفة
والقلوب المزيفة
يضيع الشوق
يختنق الحب
يهرب خائفا مذعورا
يكسر زجاج الزمن
يسكن ذاكرة مدينة حزينة
وقد اتشحت
بشالها الرمادي القاتم
خوفًا من مكاشفة الشمس
عن جسدها المصلوب
على أعمدة الغبار
دخان الوقت قاتل
في يومٍ مثقلٍ بنعاس شديد
وأنا أحاول أن ألملم
ما تبقى لنا
من أوراق حبنا الذابلة
والتي سرقت الريح
بعضا من عناوينها
وتركتها وحيدة في العراء
– ٣ –
أحاول أن أهرب
منك فلا أستطيع
فأعود أهرب منك
إليك
أتسلق سلالم عشقك
أغرس أظافري الذهبية
في أنياب الأمل
كى لا أسقط
السماء من فوقي
دبوس أحمر
في عروة الموت
والأرض من تحتي
نقطة صغيرة في محيط
أنظر إلى الأعلى
فأرتطم بالقمر
أنظر إلى الأرض
فيصدمني حجم الحقيقة
معلقة أنا
بين السماء والأرض
حائرة في حب
لا يريد أن يبصر الشمس
أن يعانق النهار
أن يطير مع العصافير
ويراقص الغيوم
أصرخ في الفضاء
أقتات العدم
أشرب الوجود في وجع
سلاسل تشدني من يدي
واُخرى تشدني من قدمي
في حين أتلمس طريقي إليك
وسط الظلمات
أشعل مصباحي الصغير
حيث وجه المدينة النائم
فوق تلال من الأشواق الطائرة
في صباح كئيب
يكتب عناوينه المجهولة
على بوابات المطر
المنهمر من جحيم الغيب
– ٤ –
أهرب منك
فلا أستطيع
فأعود أهرب
منك إليك
وجهك الماء
أجنحة حب طائرة
إلى الغيوم
عيناك رمز الجنون
والقفز فوق الحقيقة
فيما يدك الزورق
تخطف منى حكاية الربح
وتسافر بعيدا عني
في عرس الطين
ينام البحر وحيدا
تلبس الوردة ثوب الأرض
وهي تقف على بابك
في شكل غمامة بيضاء
تدعوك إلى وليمة عشق
أخير في لحظة فرح عابرة