هل تاهت الفراشات؟
عجيب هذا الزمن وكأنه جبل من الجليد ممتد في الفضاء،ولا شفة للشمس لتشرب وهن هذه الأيام في السماء.
وكأن الكون بأجمعه مصاب بالحمى الخفية،بالشرود الخصب أو ربما بالبلادة الفاحشة،عجيب…
كل المشاهد أمامي هاربة من جسد الجحيم،كل الأضواء فوق جلدي هي بقع من الحرائق الزرقاء الشاحبة وكل الأصوات من حولي حصى طيني معرضة للزوال…
الغيوم على الأرض موحلة والورد شقتها الريح المريضة،العالم يئن والأيداي منسجمة مع صدى صوت الموج على الرمل،الأسماك جائعة،الأشجار ترتجف، والأطفال نيام على رصيف الغيب.
جميعنا مهزومون في هذه المعركة،جميعنا في ذات الدوامة النارية،ربما(كل وطن عربي حكم عليه بالأسى)و(لأننا عرب عصبنا من عصب التربة والوطن)
فوضى،خراب،فساد،وجع،أمراض وخيانات عظيمة،كل شيء بات ضد الطبيعة البشرية.
نوبات ضحك،نوبات بكاء لا أشعر بلمسات أمي على روحي فربما الفراشات ماتت منذ أعوام ولا أرى خطوط كفي أبي على يدي ربما الخرائط تاهت في البحر منذ أعوام.