هُمومٌ مُؤجّلة في ذاكرة الوطن!

بقلم: بشّار بن عبده المحرابي.

في ذاكرة هذا الوطن، ليست الذكريات سوى طوابير مؤجّلة من الحزن…

لم أكن أحمل في جيبي وطنًا…
كنتُ فقط أحمل حفنة وجع، وخريطةً ممزقة الحواف، تُشير إلى كل الجهات إلّا جهة واحدة: الأمان.

كبرنا باكرًا…
كبرنا قبل أن نختار أسماءنا، وقبل أن نفهم معنى أن تكون مُواطِنًا لا يُطالب بشيء، لأن كل شيء أصبح صعبًا: حتى الحُلم.

ماذا تبقّى من الوطن؟
علبة دواء مفقودة، وطفلٌ يولدُ ولا يجدُ حتى اسمه في السجلات، وشيخٌ يقف في طابور العيش يحاول أن يُقنع جسده أنه ما زال على قيد الرغيف!

كل شيء مؤجّل في هذا البلد:
فرحتك، زواجك، علاج أمّك، صرخة أبيك، ديْن صديقك، وحتى دفنك… مرهونٌ بأن تتقدّم في طابور الموتى.

نكتب لأننا لا نجد وسيلة أُخرى لنعيش،
ونكتب لأننا نحاول أن نمنع الحقيقة من أن تَصْدَأ داخلنا.

الوطن؟
أصبح قصيدةً منسية في دفتر شاعرٍ فقد البصر…
أو جملةً ناقصة في فم سياسيٍّ لا يعرف الفرق بين الثورة والانقلاب.

أنا لستُ نبيًّا…
لكني أرى على جدار الزمان نقشًا غريبًا:
أن هذا الجيل سيكتب التاريخ بمداد من الصراخ، لأنه الجيل الذي سقطت عليه كل اللعنات،
ولم يُشهر في وجه العالم سوى قلمه…!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!