وتر
أتفقد الطير على ماء عينيها
ولما تأت بالخبر اليقين
ثمة شأو لديها لم يطاوله
المدى
على جنباتها جند يحاربون الله
فررت منهم لما خفتهم
إذ ضربت البحر بعصاي
كان آخر ملوك الهكسوس
وكنت مؤيدا بالسماء
تركت للآتين خبرا
في نص ديموطيقي
وهيروغليفي وبابلي وتدمري
فيما يسمى أصالة ب(النحت المقدس)
عودا إلى (نارمر)
وقريبا توحد تلك الأسر البائدة
تحت سقف واحد وراية واحدة
برع العرب كعادتهم في منطق
الأشياء أياجيلنا العربي انتفض
حكمة الله الحقيقة
لم تقتصر على خلق الفصاحة
تلكم
فخرا إذا ما ليل الحضارة حاك
تقدم الغرب
وتر الحكاية صامد يشدو
كما الكون في موسيقا الرب
يعزف مقطوعة الصمت
قد جاءت الأنباء عن ليلى
ولبنى وهند ودعد
بما يكفي لتجييش ذرات الهواء
كشفت جحافل قومنا عن دينها
عن ساقها
حين قال لها العدو
ادخلي الصرح الممرد بالقوارير
فأيان غفران رب
وأيان صفح السماء
أريحية تجرعها أخي الغازي
أرب دانيال هذا زمان الصلب
فقبالة النسيان
تذكرة احتلال
غفا ثأري وما نفذ اصطباري
أذوي إلى حانة الفقراء
على أطراف مدينتنا الفاضلة
هل كان أفلاطون يعلم هذا؟
فلعل ما في الخمر يصدح
بالحقيقة وقت طيش
أو حبة هلوسة تشهد زهو
إعصاري
وتهب رياح القوم حتى نغتنمها
يلوذ الفأر بالجحر
وننعم بالفتات من الحضارة
ننعم بالفتات من الكرامة
حال موت
ونهدي للغاصبين الفرار
مائة عام وأكثر
وما دلهم على موتي إلا دابة
الأرض تأكل منسأتي
انهاآية لمن كان له قلب
أو ألقى السمع وهو شهيد
أنا لم أمت
أنا لم أمت ما زالت أعبث في
حديقتنا هناك
خلف جامع قرطبة
ذاك الصدى الذي يصعق
الأجراس منبره
ثمة عار إذا عاتبت العدو
ومازال منتصبا هذا المسرح
الهزلي ومنسأتي صنعتها يد الله
أبدية إلى يوم القيامة
سأغمسها بزيت العزة
من نبات المجد
في أرض عراقة جنسنا البشري
وأمسكها كما الموت يحكم
قبضته على الروح
وبكل ما أوتيت من غضب
على مفرق أهل البغي أنتقم
أقبح بتلك الوسائد
تحت رؤوسنا الحمقى
ولله در طريقنا الأبيض
كجبل ممسك بالواد المقدس
أن يزول بذبح طفل
لي هيبتي ووقاري
كسحابة تغدق التبكيت لإنبات
الكرامة في حقول العجز
لي حكمتي وسبيلي
أنا فارس من زمان لم يحن بعد
معي زادي وراحلتي
أنا إذ أكون فإنما
أتقلد السيف إذ أكتب
أنا حرب على رأس الطغاة قد
دقت طبولي
وهذا المجد يغريني لألف
قصيدة نووية
أمحو بها آثار من لا خلاق لهم
أنا من أنا حين طويت لي
الأرض
أنا من أنا حين سجد لموكبي
كسرى وقيصر
كنت من أتباع يوسف الصديق
كنت ابن إسرائيل حين عبر بنا
موسى كليم الله
إلى الأرض المقدسة
أنا من أنا
كنت من حواريي المسيح حين
أطل قرن الأبالسة
وأنا الناجي الوحيد من
المطاردة الحقيرة
وأنا الشاهد الأوحد للحادثة
ويا لوعتي وخسارتي الكبرى
فلم أنتبه إلى أنه لم يكن هو
أنا من أنا في زمان الخرس
كنت مهاجريا وكنت أنصاريا
كنت عمرا وبلالا وصهيبا
وسلمانا
ما زلت أحمل للخليقة جنة
بدمي ونفسي أيا يكن إنسانا
أنا من أنا
في زمان الخوف
لأعلم أن قصيدتي حلم
وأن بلاغتي شؤم على
جسدي
أيا جرح أغنيتي أما استكفيت
نزفا
رفقا بتلك الروح
هاك جسدي فمزق لا تخش
الوغى مني
فأنا الصريع أنا الغثاء
أنا من قديم لم أعد إنسانا
لم أعد إنسانا