مِثلَما
يَجرِفُ السَّيلُ قُبَّعَةَ صَبِيٍّ،
أخَذنِي النِّسْيان.
أجلْ .. أنا هُوَ،
أنا الرَّسُولُ الذِي خانَتْهُ الرِّسَالةُ،
ثُمَّ جافَاهُ الجَوابُ.
علَى عاتِقي،
مَرَّ الغُزاةُ إلَى القُرَى النَّائِمة،
فَرأيتُ -دونَ اختلاجةٍ- كيفَ انعقَادُ الصَّرخَةِ
في السَّماء،
ورأيتُ حَيرةَ الدُّخَانِ
فِي الدُّخَانْ.
أنا هُوَ،
لكنَّني لم أعرِفْ كيفَ حُمِّلْتُ
فِي الَّليلِ
أسْرارَ الملُوكِ هكَذا،
ولا كيفَ شَمَمْتُصَامِتًا روائِحَ الخَيْباتِ
-مرةً بعدَ مرةٍ-
فِي ثِيابِ الرَّاكِبِين.
..
لم أعرِفْ متَى صِرتُ حارِسًا
علَى بوَّابةِ الخِذلان.
أبٌ ضائِعٌ أنا،
وسُلالَتي،
فراغٌ سائِبٌ فِي الفَراغ،
أبٌ ضائِعٌ،
غيرَ أنِّي حَمَلتُ للصِّبيانِ حِنْطَةً،
وخبَّأتُ حَرِيرًاللبَناتِ،
وللقُدورِ
رفعْتُ فِي الأماسيِّ المَاء،
ثم قَضيتُ اَّلليلَ كُلَّهُ فِي صُحْبةِ الرِّيحِ،
أتسمَّعُ
-وحدِي-
هَسيسَ المَخادِع.
التَّاريخُ،
بعضٌ مِن وَقْعِ حافِري علَى خَدِّ التُّرابِ،
لكنَّ النِّسيانَ
يظلُّ هو النِّسْيان،
الصَّاحِبَ حِلًّا وترْحالًا،
تمامًا،
مثلَما يجرِفُ السَّيلُ قُبَّعة.