هل الأمر حقاً هكذا..
مساء السبت نخرج من صالة السينما.. شرهين للسجائر
قلبانا في العراء مثل زهرتَين ضئيلتَين.. جانبَ بِركة
نكون أنيقَين بطبيعة الحال.. ولدينا حكايةٌ لنفككها..
الى طرقاتٍ وشبابيك.. ووسائد.. ومسدسات
ثم نهذي.. ونرتجل..
“العشبُ أخضرٌ الى الأبد.. في المقبرة.. ”
“لولا أنني أنام في حضنك.. لبرى السرير عظامي.. ”
ثم..
أنتفُ حلمتك مثل بتلة.. وما الذي يلطخ أصابعي..
شِعرٌ.. وحليب
هل الأمر حقاً.. هكذا
الشموع.. ترتجفُ.. مثلما نرتجف نحن في السرير..
ولكن.. ليست مثلنا..
حين نذوب من المنتصف
إنهُم.. ماءٌ
ويسفحهم العالمُ.. على بلاطٍ داكن..
إنهُم هناك..
سلالةٌ.. تدكّ سلالة
٢
وتماماً..
يشبهون.. علبة مفكّات..
كلها جديدة.. ولمّاعة
والعالم.. معطوب..
ويرشح زيتاً..
٣
ترتطم أكتافهم.. بالهواء..
كأنهم.. جنرالات..
يضعون على أكتافهم..
أغطية قناني..
فلاتر سجائر..
أو.. بقعاً.. من أحمر شفاه
٤
ذاهبون..
الى وليمة غبار
وخلود
5
في الأمس مضيت الى شاطئ رملي..
مضيت أبيع قدميّ الباليتَين..
أو ربما..
أقايضها بعنكبوتٍ من الزنك..
بحصانٍ من خشب الميكانو..
أو بطقم أوهام صغيرة.. لرفّي الفارغ..
وقفتُ في الرياح الزرقاء..
أرفرف مثل رايةٍ في ملعب غولف..
بعيونٍ فولاذيةٍ.. تراني السفائن..
لا مبالية كما هي أبداً
كأنني.. مجرّد ركامٍ آخر..
أطعمت النوارس الحائمة.. سجائري..
أزرار معطفي..
وقصائدي..
فلم يكن معي..
غيرها