مشى كغابة ، ويزقزق كعصفور
تقاعد الصياد
بينما دويّ رصاصاته
لم يزل معلقا في سماء الغابة ،
وأنين طرائده ما زال يجوب القرية
كمزنة قاتمة
. لقد رأوه مرات في الشارع
يرفرف بيديه كعصفور ،
كما أن غابة قد نبتت على
وجهه البشوش ،
وصار يمشي متمايلا
كشجرة في مهب الريح
. قالت عجوز : لابد أنه قد رق لحال العصافير .
قال عجوز : أنه على من تخطئ
رصاصته مرتين
ألا يفكر في الثالثة .
الغابة مازالت تتلألأ في البعيد ،
والبندقية تحتضن الحائط ،
وتبث أوجاعها لمسمارين يتيمين ،
وخطواته التى تركها على الطريق
ما زالت تطارده .
لقد رأيت بأم عيني
سربا من العصافير في مظاهرة
حول بيته ،
وأن ريشا قد بدأ ينمو
بين قدميه أينما يخطو ،
وطلقات الخرطوش تتناثر من حوله .
تقاعد الصياد
بينما افترش الصغار الأرض
من حوله يستمعون لحكاية قديمة
لصياد تقاعد .
يمشى كغابة ،
ويزقزق كعصفور .
شكرا آفاق حرة ، شكرا ا/ محمد صوالحة
الشكر لك استاذ محمد امين صالح