يا ابنتي / بقلم : د. سميرة مينا الحداد ( لبنان )

يا ابنتي…

اكتب سطوري هذه وأنا على يقين من أنك ستقرأينها بقلبك وعقلك.

حبيبتي…

مرّ زمن طويل، منذ أن كنت في أحشائي، أتلمسك وأشعر بوجودك. حيث كانت احاسيسنا واحدة، دمنا واحد، قلبينا يخفقان بتناغمٍ ونبضٍ واحدٍ.

حبيبتي…

توالت الشهور، وحلّ اليوم المنتظر!

استقبلتك..

بدموع الفرح الممزوجة بالقلق!!

إستقبلتك…

ببهجةٍ وامتنان!

أنا فعلاً احتضنك، أشعر بنَفَسك، أتأمّل وجهك البريء، أُلاعب يديك الصغيرتين.

يا إلهي! تحقّق حلمي! أنا أمّ! أنا أمّ!…

حبيبتي…

منحتني نعمة اختلطت بها مشاعري؛ مشاعرٌ تأرجحت بين الفرح والخوف، الفخر والتوتر..

نعمة الأمومة التي خصّني بها الله مشاركة له بعملية الخلق..

نعمة الحبّ الحقيقي الذي عرفته منذ تكوينك ولامسته بوجودك بين يديّ…

حبيبتي…

ولّدتِ ووُلدَت معك رغبةً قوّية بداخلي بتقبيل يديّ أمّي لشكرها ولأعبّر لها عن محبتي و امتناني واسفي وندمي على كل ما سببته لها من المٍ وحزن.

نعم عذرا يا أمي أوجعتك بكلامي، اتهاماتي لك، تصرفاتي اللامبالية وعدم ادراكي لمعاناتك وتضحياتك.

اعذريني فانا لم أكن سوى طفلةٍ جاهلةٍ لا تعلم مدى تفانيك وتضحياتك

وجلدك.

يا ابنتي….

اشكرك فانت من نوّر بصيرتي وبصري. انت من ادخل البهجة إلى حياتي. إفرحي وانطلقي مثل فراشةٍ تبعث الجمال والامل في حياة الآخرين انطلاقاً من ذاتك. حافظي على نفسك واعتني بها.

حبيبتي…

عذرا إن كنت مصدر قلق لك او ألم، تأكدي انني حاولت ان أكون دائما الأفضل. اعذريني…  ولا تنسي انّ هناك قلباً يخفق لأجلك وصدرا حنوناً

تلتجئين إليه دائما وأبداً.

أمّي… ابنتي… تعلمت الكثير منكما اشكر وجودكما في حياتي.

أحبكما.

كل عام وأنت بالف خيرٍ يا أمّي.

إهداء الى كلّ أم ربّت، سهرت، ضحّت وعانت…

كل عام وانتم بألف خير

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!